تتسارع الجهود العربية لصياغة "خطة عربية" للرد على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشأن مستقبل قطاع غزة، وسط توقعات بأن تتضمن الخطة إنشاء صندوق إعمار عربي، إلى جانب تصور يستبعد حركة حماس من حكم القطاع في المستقبل.
تحركات دبلوماسية عربية مكثفة
كشف مصدر دبلوماسي عربي في تصريحات خاصة لـ"الشرق الأوسط" أن هناك تنسيقاً عربياً شاملاً لصياغة مقترح متكامل كرد على خطة ترمب، مشيراً إلى أن عدداً من القادة العرب سيجتمعون قريباً لمناقشة تفاصيل هذه الخطة، قبل عرضها على القمة العربية الطارئة التي ستُعقد في القاهرة نهاية الشهر الجاري.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مطلعة أن الخطة العربية قد تتضمن إطلاق صندوق خاص لإعادة إعمار غزة، بالإضافة إلى اتفاق إقليمي لتنحية حركة حماس عن الحكم، مشيرةً إلى أن هناك أربعة مقترحات على الأقل تمت صياغتها بالفعل حول مستقبل غزة، لكن المقترح المصري يبدو حاليًا الأكثر نضجًا والأساس الذي تعتمد عليه الأطراف المختلفة في المناقشات.
ردود الفعل الدولية والعربية
لا تزال ردود الفعل الدولية متباينة بشأن مستقبل قطاع غزة، في ظل استمرار المشاورات العربية والضغوط الدولية للتوصل إلى خطة متكاملة تُحقق التهدئة وتضمن عدم تكرار التصعيد في القطاع، مع وضع آلية لإعادة إعماره وإدارته في المرحلة المقبلة.
وتعكس التحركات الأخيرة قلقاً عربياً ودولياً متزايداً من تداعيات الصراع المستمر، إذ تسعى القوى الإقليمية إلى بلورة رؤية موحدة تحفظ حقوق الفلسطينيين وتمنع أي مخططات لفرض واقع جديد على غزة، خاصة فيما يتعلق بإعادة الإعمار والإدارة المستقبلية للقطاع.
ترقب لمخرجات القمة العربية
من المتوقع أن تكون القمة العربية الطارئة في القاهرة محطة رئيسية في صياغة هذه الرؤية العربية، حيث ستسعى الدول العربية إلى طرح بديل واضح لمقترح ترمب، يكون مقبولًا دوليًا ويحظى بدعم فلسطيني وإقليمي، في محاولة لمنع فرض حلول غير عادلة على قطاع غزة.
وفي ظل استمرار المفاوضات، يبقى مستقبل غزة رهناً للتفاهمات الإقليمية والدولية، في حين تواصل الأطراف الفاعلة محاولاتها لتحقيق اختراق دبلوماسي يحفظ الاستقرار في المنطقة ويضمن إعادة الإعمار دون المساس بالحقوق الفلسطينية.