أكدت جولييت توما، مديرة التواصل والإعلام لدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أن قرار الولايات المتحدة وقف تمويل الوكالة أدى إلى تفاقم أزمتها المالية التي كانت تعاني منها بالفعل، معربة عن أملها في أن تستأنف واشنطن دعمها المالي في المستقبل القريب.
تداعيات القرار الأمريكي على الأونروا
في مقابلة مع وكالة سبوتنيك، أوضحت توما أن الولايات المتحدة، التي كانت من أكبر المانحين للأونروا منذ تأسيسها، أوقفت التمويل في يناير 2024، مما زاد من تعقيد الأزمة المالية للوكالة. وأضافت أن قرار وقف التمويل جاء قبل توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الأمر التنفيذي في 4 فبراير 2025، الذي نصّ على قطع جميع المساعدات عن الوكالة، إضافة إلى انسحاب واشنطن من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وإجراء تحقيق في سياسات اليونسكو.
وأوضحت المسؤولة الأممية أن "الأزمة المالية التي تعاني منها الأونروا تزداد عمقًا بسبب الاحتياجات المتزايدة للاجئين الفلسطينيين، خاصة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يواجهونها"، مؤكدة أن الوكالة ستواصل العمل مع جميع الدول الأعضاء لإيجاد حلول بديلة لتعويض نقص التمويل.
تعليق الدعم من 18 دولة وضغوط دولية لاستئنافه
منذ 26 يناير 2024، أوقفت 18 دولة، من بينها الولايات المتحدة، كندا، أستراليا، اليابان، إيطاليا، بريطانيا، ألمانيا، فرنسا، وهولندا، تمويلها للأونروا، وذلك بعد مزاعم إسرائيلية بتورط بعض موظفي الوكالة في الهجوم الذي نفذته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
ورغم تراجع بعض الدول عن قرارها، مثل السويد، كندا، اليابان، الاتحاد الأوروبي، وفرنسا، فإن الولايات المتحدة لا تزال متمسكة بقرارها بعدم استئناف الدعم، مما يشكّل تحديًا كبيرًا أمام الوكالة في توفير الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات اللاجئين في الأردن ولبنان وسوريا.
جهود الأونروا لحشد الدعم الدولي
أكدت توما أن الأونروا تواصل بذل جهودها لإقناع الدول المانحة بإعادة دعمها، مشيرة إلى أن الوكالة "ستستمر في إظهار أهمية عملها الإنساني"، على أمل أن تعيد واشنطن النظر في قرارها. وأوضحت أن الأونروا تعمل مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية، بما في ذلك التعليم والصحة والمساعدات الغذائية.
تداعيات كارثية على اللاجئين الفلسطينيين
حذرت تقارير أممية من أن توقف التمويل قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، حيث يعتمد أكثر من 2.4 مليون فلسطيني على مساعدات الأونروا في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة والحصار الإسرائيلي المستمر. كما أشارت التقارير إلى أن وقف التمويل يهدد بإغلاق مدارس الوكالة، التي تستوعب أكثر من نصف مليون طالب فلسطيني، مما يهدد مستقبلهم التعليمي.
مطالب دولية بضرورة استئناف التمويل
دعت العديد من المنظمات الدولية والحقوقية إلى استئناف الدعم المالي للأونروا، معتبرة أن القرار الأمريكي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية في المناطق التي تخدمها الوكالة. وأكدت الأمم المتحدة أنها ستواصل الضغط على واشنطن والدول المانحة لإعادة التمويل وضمان استمرار الخدمات الحيوية التي تقدمها الأونروا للاجئين الفلسطينيين.