بدأ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، السبت، أولى جولاته في الشرق الأوسط، حيث يسعى إلى دفع تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة وسط مخاوف من انهيار الهدنة. تأتي الزيارة في ظل اتهامات متبادلة بين إسرائيل وحركة حماس بشأن تعطل تنفيذ الاتفاق، حيث يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطًا داخلية قد تهدد مستقبله السياسي في حال استمرار الاتفاق.
مفاوضات مكثفة لإنقاذ اتفاق الهدنة
بحسب مصادر دبلوماسية، يهدف روبيو إلى إحياء المفاوضات حول تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تعثرت منذ أكثر من 10 أيام. ووفقًا لتقارير إعلامية غربية، فإن الوزير الأميركي سيجري محادثات في إسرائيل تتركز حول اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أفادت إذاعة "مونت كارلو" بأن هناك مخاوف من أن تكون زيارته دعمًا لاستئناف العمليات العسكرية، خاصة بعد تعزيز الجيش الإسرائيلي قواته على تخوم قطاع غزة.
من جهته، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الجيش "على أهبة الاستعداد لأي سيناريو، ولأي محاولة من قبل حماس لخرق الاتفاق"، مشيرًا إلى خلافات سابقة بشأن تسليم الأسرى وتعطيل المساعدات الإنسانية، انتهت بجهود الوساطة المصرية والقطرية لضمان استمرار الهدنة.
روبيو يعزز التحركات الأميركية للوساطة
ويتوقع أن يلتقي روبيو خلال جولته بعدد من المسؤولين الإقليميين، حيث تسعى واشنطن إلى تعزيز التعاون الإقليمي والاستقرار، مع التركيز على إطلاق سراح الرهائن الأميركيين والمحتجزين لدى حماس، وفقًا لبيان وزارة الخارجية الأميركية.
وبحسب المحلل السياسي طارق فهمي، فإن زيارة روبيو ستكون بمثابة محاولة لاحتواء التوترات وتهيئة الأجواء لتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق. وأضاف فهمي أن الولايات المتحدة لا تزال تدفع بخيارات بديلة، رغم تمسكها بفكرة تهجير سكان غزة، لكن التحرك العربي، خاصة من جانب مصر، يعزز فرص التوصل إلى تسوية مقبولة سيتم مناقشتها في القمة العربية المقبلة.
رهائن جدد في الطريق للإفراج
بالتزامن مع وصول روبيو إلى إسرائيل، أعلنت تل أبيب عن تنسيق مع الولايات المتحدة لتسريع عمليات الإفراج عن الرهائن، حيث تم إطلاق سراح 3 رهائن، السبت، فيما تبقى 6 آخرين، من المقرر إطلاق سراحهم خلال المرحلة الثانية من الاتفاق، وفقًا لـ"القناة 12" الإسرائيلية. وتشير مصادر إلى أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يبذل جهودًا لضمان تنفيذ هذه المرحلة دون تأخير.
تحركات دبلوماسية واتصالات عربية مكثفة
في سياق متصل، أفاد مصدر مصري مطلع لقناة "القاهرة الإخبارية" بأن هناك اتصالات مكثفة لتشكيل لجنة مؤقتة للإشراف على الإغاثة وإعادة إعمار قطاع غزة، وهو ما يعكس دورًا إقليميًا متزايدًا لضمان استمرار وقف إطلاق النار ومنع التصعيد.
من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، الدكتور نبيل ميخائيل، أن زيارة روبيو ستكون حاسمة في تحديد مسار المرحلة الثانية من الهدنة، مشيرًا إلى ضغوط عربية متزايدة لرفض أي خطط تهجير للفلسطينيين، وهو ملف يُتوقع أن يُطرح خلال لقاءات الوزير الأميركي مع القيادات الإسرائيلية والعربية.
هل تعود إسرائيل للحرب؟
وسط هذه التطورات، تظل مخاوف تجدد التصعيد العسكري قائمة، حيث يرى ميخائيل أن "إسرائيل قد تستخدم تعثر تنفيذ الاتفاق كذريعة لاستئناف الحرب"، لكن الضغوط الدولية والإقليمية قد تحول دون ذلك.
تبقى جولة روبيو محطة مفصلية في مستقبل اتفاق الهدنة، وسط تساؤلات حول مدى قدرة واشنطن على إقناع جميع الأطراف بالمضي قدمًا في تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، دون أن يؤدي ذلك إلى تفجر الأوضاع من جديد.