رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الموافقة على إدخال منازل متنقلة ومعدات إزالة الأنقاض إلى قطاع غزة، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية اليوم (الأحد). وأثار هذا القرار انتقادات واسعة من حركة حماس، التي اعتبرته تنصلًا من تعهدات الاحتلال والتزاماته ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
قرار نتنياهو يعرقل جهود الإغاثة وإعادة الإعمار
بحسب هيئة البث الإسرائيلية، جاء رفض نتنياهو خلال اجتماع أمني رفيع المستوى، حيث تقرر تأجيل البت في إدخال المنازل المتنقلة إلى الأيام المقبلة. وأضاف مصدر سياسي أن إسرائيل تنسق بالكامل مع الولايات المتحدة بشأن هذه المسألة.
ووفقًا للتقارير، فإن اتفاق وقف إطلاق النار ينص بوضوح على السماح بإدخال المعدات اللازمة لبناء 60,000 منزل مؤقت لمتضرري الحرب في غزة. وتُظهر صور حديثة من معبر رفح عشرات الشاحنات المحملة بالمنازل المتنقلة والمعدات الثقيلة المنتظرة على الجانب المصري، دون السماح لها بالدخول إلى القطاع.
تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار
يرغب نتنياهو في تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق إلى ما بعد الفترة المحددة، والتي تنتهي في 1 مارس (آذار)، وذلك لضمان إطلاق المزيد من الرهائن قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية، وفق ما نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وفي هذا السياق، أكد سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن رفض الاحتلال إدخال البيوت المتنقلة والمعدات الثقيلة يمثل خرقًا واضحًا للاتفاق ويُظهر من هو الطرف المعطّل لتنفيذه. وأضاف معروف: "هذا الموقف يستوجب تدخل الوسطاء الدوليين للضغط على الاحتلال وإجباره على الالتزام بتعهداته".
ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والتحرك العاجل لإنهاء معاناة سكان غزة، الذين يعيشون في أوضاع إنسانية كارثية نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر.
الوساطات الدولية ومساعي تمديد الهدنة
في محاولة لإطالة أمد التهدئة، يسعى نتنياهو إلى إقناع الوسطاء القطريين والمصريين، بدعم من الولايات المتحدة، بأن تمديد المرحلة الأولى يخدم مصلحة جميع الأطراف، بما في ذلك حركة حماس، حيث سيضمن ذلك إطالة فترة وقف إطلاق النار.
رفض عربي لخطط التهجير وإعادة إعمار غزة
من المنتظر أن تستضيف القمة العربية في فبراير (شباط) مناقشات حول خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، والتي تتضمن اقتراحًا مثيرًا للجدل حول "ترحيل الفلسطينيين من القطاع" وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" تحت إشراف أميركي.
وأثار هذا الاقتراح انتقادات إقليمية ودولية واسعة النطاق، كما دفع الدول العربية إلى تكثيف جهودها الدبلوماسية لرفض أي خطة تهدف إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم. وفي هذا الإطار، أكدت القاهرة أنها ستقدم رؤية شاملة لإعادة إعمار غزة، بما يضمن بقاء الفلسطينيين في وطنهم ورفض أي محاولات لفرض التهجير القسري.
الوضع الميداني في غزة: أزمة إنسانية مستمرة
في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل المماطلة في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، يعاني سكان غزة من دمار واسع النطاق ونقص حاد في الخدمات الأساسية. ويطالب المجتمع الدولي بتسريع إدخال المساعدات الإنسانية، وإلزام الاحتلال بالاتفاقات التي وقع عليها.