لبنان يتجه إلى مجلس الأمن لإلزام إسرائيل بالانسحاب بعد خرق القرار 1701 واتفاق الهدنة

الرؤساء اللبنانيون الثلاثة (الرئاسة اللبنانية).webp

أعلن الرؤساء اللبنانيون الثلاثة، رئيس الجمهورية جوزيف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، اليوم الثلاثاء، عن تحرك دبلوماسي جديد يهدف إلى إلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية، وذلك بعد خرقها للقرار الدولي 1701 واتفاق الهدنة الذي أُبرم في نوفمبر الماضي.

دعوة للالتزام بالقرارات الدولية

وفي بيان مشترك عقب اجتماعهم في قصر بعبدا، شدد القادة اللبنانيون على ضرورة انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي اللبنانية، مؤكدين التزام لبنان بتنفيذ القرار 1701 دون أي استثناء، في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي تجاوزاته. كما أكد البيان على جهوزية الجيش اللبناني لتسلم مهامه على طول الحدود الدولية المعترف بها، في إطار جهود تعزيز السيادة الوطنية وحماية سكان المناطق الحدودية.

تحرك لبناني في مجلس الأمن

وأشار البيان إلى أن الفقرة 12 من اتفاق وقف إطلاق النار نصّت على تنفيذ الاتفاق بشكل كامل خلال 60 يومًا، وهو ما لم تلتزم به إسرائيل. وأمام مماطلة الاحتلال في تنفيذ التزاماته، قرر لبنان اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي لمطالبة المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لاحترام الاتفاقات الدولية والانسحاب الفوري من جميع الأراضي اللبنانية المحتلة.

الانسحاب الإسرائيلي الجزئي وتمديد المهلة

وكانت القوات الإسرائيلية قد انسحبت فجر اليوم من عدة قرى وبلدات جنوب لبنان، لكنها أبقت على وجودها في خمس نقاط استراتيجية على طول الحدود، ما أثار مخاوف من نوايا إسرائيلية لفرض أمر واقع جديد.

وبحسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، فقد انسحبت القوات الإسرائيلية من يارون، مارون الراس، بليدا، ميس الجبل، حولا، مركبا، العديسة، كفركلا، والوزاني، لكنها لا تزال متمركزة في خمس مواقع حدودية رئيسية، تقابلها تجمعات استيطانية إسرائيلية.

الوضع الإنساني واستمرار النزوح

ورغم الانسحاب الجزئي، لا يزال آلاف اللبنانيين نازحين عن قراهم، حيث تؤكد تقارير الأمم المتحدة أن أكثر من 100 ألف شخص لم يتمكنوا من العودة بسبب الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية والخدمات الأساسية.

تصاعد المخاوف من تجدد المواجهات

ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، إلا أن التوتر لا يزال قائمًا، حيث واصلت إسرائيل غاراتها الجوية على مناطق حدودية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 60 شخصًا خلال الأسابيع الأخيرة، من بينهم 24 مدنيًا قضوا أثناء محاولتهم العودة إلى قراهم في 26 يناير.

ضغوط دولية ووساطات لحل الأزمة

في ظل هذه التطورات، يواجه لبنان ضغوطًا متزايدة لإعادة إعمار المناطق المتضررة، حيث تقدر الخسائر بأكثر من 10 مليارات دولار. كما تتصاعد المطالبات الدولية بوقف الاستهداف الإسرائيلي للمدنيين، فيما تتواصل المساعي الدبلوماسية لإيجاد حل نهائي ومستدام للأزمة.

هل تنجح الوساطات في إنهاء النزاع؟

مع استمرار الاحتلال في خرق اتفاق الهدنة ورفضه الانسحاب الكامل، تتجه الأنظار نحو مجلس الأمن الدولي وما إذا كان سيتمكن من فرض التزامات واضحة على إسرائيل، أم أن المنطقة ستشهد جولة جديدة من التصعيد العسكري، في ظل استمرار التوترات على الحدود.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - لبنان