الرئيس محمود عباس يقدم الرؤية الفلسطينية في القمة العربية لمواجهة التحديات الراهنة

الرئيس الفلسطيني محمود عباس.webp

أعلنت الرئاسة الفلسطينية أن الرئيس محمود عباس سيشارك في القمة العربية الطارئة التي ستُعقد في القاهرة يوم 4 مارس المقبل، حيث سيقدم الرؤية الفلسطينية الشاملة لمواجهة التحديات التي تهدد القضية الفلسطينية، مع التركيز على تعزيز الصمود الوطني، ومنع محاولات التهجير، وإعادة إعمار غزة والضفة الغربية، وصولًا إلى تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتجسيد دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية.

تمكين دولة فلسطين وتعزيز الحوكمة في غزة

تؤكد الرؤية الفلسطينية على ضرورة تمكين الحكومة الفلسطينية من تولي مسؤولياتها كاملة في قطاع غزة كما هو الحال في الضفة الغربية، لضمان وحدة الأرض الفلسطينية ونظامها السياسي. كما تشدد على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، وتسليم المعابر كافة، بما في ذلك معبر كرم أبو سالم ومعبر رفح الحدودي، مع تشغيله بالتعاون مع مصر والاتحاد الأوروبي وفق اتفاق عام 2005.

في هذا السياق، حشدت الحكومة الفلسطينية مواردها لاستعادة الخدمات الأساسية في غزة، مثل المياه والكهرباء، وتوفير الإيواء للنازحين، وفتح الطرق، وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية، ضمن خطة التعافي المبكر التي يشرف على تنفيذها فريق حكومي متخصص. كما تم تشكيل لجنة عمل لشؤون غزة، تضم خبراء من أبناء القطاع، بهدف تنسيق الخدمات الإنسانية والاجتماعية، تحت إشراف وزير من الحكومة الفلسطينية.

خطة إعادة الإعمار بالتعاون مع الشركاء الدوليين

أعدت الحكومة الفلسطينية خطة شاملة للتعافي وإعادة الإعمار، بالتعاون مع مصر، البنك الدولي، الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وسيتم عرضها خلال القمة العربية لإقرارها. كما يجري التنسيق لعقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار في أقرب وقت ممكن، بمشاركة الدول العربية والمجتمع الدولي، ضمن إطار الصندوق الدولي للائتمان بالتعاون مع البنك الدولي.

وفي هذا الصدد، أشادت الرئاسة الفلسطينية بالدعم الدولي المستمر لوكالة الأونروا، التي تلعب دورًا محوريًا في تقديم الخدمات الإنسانية والتعليمية والصحية لملايين الفلسطينيين.

الإصلاح المؤسسي وبرامج التنمية المستدامة

أكد الرئيس مواصلة تنفيذ برنامج الإصلاح والتطوير في كافة المجالات، بما في ذلك القوانين، الحوكمة، الخدمات العامة، والبنية التحتية، بالتنسيق مع البنك الدولي والمنظمات الدولية. وحظي هذا البرنامج بترحيب ودعم دولي واسع، ويهدف إلى تعزيز الشفافية والكفاءة الإدارية، وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.

تحقيق هدنة شاملة ومسار سياسي مستدام

يدعو الرئيس محمود عباس إلى ضرورة التوصل إلى هدنة طويلة الأمد في غزة والضفة والقدس، مقابل وقف الإجراءات الإسرائيلية الأحادية التي تنتهك القانون الدولي، وتقوض حل الدولتين. كما يشدد على أهمية حماية الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وفتح المجال أمام مسار سياسي قائم على الشرعية الدولية والقانون الدولي.

التحرك الدولي نحو الاعتراف بدولة فلسطين

يجدد الرئيس التأكيد على أهمية التحرك السياسي والقانوني في المحافل الدولية، من أجل تعزيز الاعتراف العالمي بدولة فلسطين. ويؤكد على ضرورة تنفيذ حل الدولتين باعتباره الضمانة الأساسية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وفي هذا السياق، تدعو فلسطين إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في يونيو المقبل، برئاسة مشتركة من السعودية وفرنسا، بمشاركة أكثر من 90 دولة ضمن التحالف الدولي الداعم للحقوق الفلسطينية. كما يتم العمل على تحقيق المزيد من الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، بهدف حصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

تعزيز الوحدة الوطنية عبر الانتخابات العامة

يشدد الرئيس محمود عباس على أهمية تحقيق الوحدة الوطنية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. كما يؤكد أن الانتخابات الديمقراطية هي الطريق الوحيد لضمان احترام إرادة الشعب.

وفي هذا الإطار، أعلن الرئيس أنه في حال تهيأت الظروف الملائمة، ستُجرى انتخابات عامة، رئاسية وتشريعية، في الضفة الغربية، القدس، وقطاع غزة، خلال عام من الآن، لضمان تمثيل فلسطيني ديمقراطي شامل.

القمة العربية وأهمية الدعم العربي لفلسطين

في ختام الرؤية الفلسطينية، تقدم الرئيس محمود عباس بالشكر للقادة العرب على عقد هذه القمة الطارئة، معربًا عن أمله في أن تساهم مخرجاتها في تحقيق خطوات عملية لدعم الشعب الفلسطيني، وتعزيز صموده، وتمكينه من مواجهة التحديات الراهنة.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله