تقدم في مفاوضات تبادل الأسرى: المقاومة الفلسطينية قد تسلم جثتين إسرائيليتين لإنهاء تعليق الصفقة

جثامين.jpg

كشفت مصادر فلسطينية مطلعة على مفاوضات وقف إطلاق النار أن اتصالات مكثفة تجري بين الوسطاء والفصائل الفلسطينية لمحاولة حل أزمة تعليق تبادل الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس.

وأفادت المصادر، التي تنتمي إلى فصائل فلسطينية مشاركة بشكل غير مباشر في المفاوضات، أن هناك تطورًا إيجابيًا قد يفضي خلال الساعات المقبلة إلى تسليم جثتي أسيرين إسرائيليين، مقابل الإفراج عن دفعة من الأسرى الفلسطينيين الذين كان من المقرر إطلاق سراحهم يوم السبت الماضي.

تعطيل الاحتلال للاتفاق وتصعيد التوتر

جاء هذا التطور بعد أن اتهمت حماس الاحتلال الإسرائيلي بتعطيل تنفيذ الاتفاق، حيث أقدم رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، على تأجيل الإفراج عن دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين، مشترطًا وقف ما أسماه "المراسم المهينة" التي تقيمها حماس عند تسليم الرهائن الإسرائيليين.

وكان من المفترض أن يتم الإفراج عن 602 أسير فلسطيني، بينهم 50 محكومًا بالسجن المؤبد، يوم السبت الماضي، إلا أن حكومة الاحتلال أوقفت العملية بشكل مفاجئ.

جهود الوسطاء لتسريع تنفيذ الصفقة

أكدت المصادر أن الوسطاء يكثفون الضغوط على الاحتلال وحماس من أجل إنجاز عملية التبادل، مع احتمالية زيادة عدد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم مقابل تسليم الجثتين.

وأشارت المصادر إلى أن العملية قد تتم في أي لحظة خلال اليومين المقبلين في حال استمرار المفاوضات بشكل إيجابي، مضيفةً أن حماس قد توافق على تسليم الجثتين دون إقامة مراسم رسمية في حال التوصل إلى اتفاق نهائي.

شروط الاحتلال وتداعياتها على الاتفاق

كانت وسائل إعلام عبرية قد أفادت في وقت سابق بأن الاحتلال أبلغ الوسطاء استعداده لتنفيذ الإفراج عن 602 أسير فلسطيني، شرط أن تسلم حماس جثث أربعة إسرائيليين خلال هذا الأسبوع.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤول إسرائيلي أن حكومة الاحتلال رفضت إقامة مراسم تشييع مشابهة لما جرى عند تسليم جثث عائلة بيباس وعوديد ليفشيتس، وطالبت بأن يتم التسليم دون أي استعراض إعلامي.

تعليق الإفراج وتأثيره على اتفاق وقف إطلاق النار

في 10 فبراير الماضي، أعلنت حماس تعليق عمليات الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين حتى إشعار آخر، احتجاجًا على استمرار انتهاكات الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار.

وجاءت هذه التطورات رغم تدخل الوسطاء، الذين سعوا إلى إعادة تنفيذ الاتفاق ضمن مراحله الثلاث، التي تم الاتفاق عليها في 19 يناير الماضي، وتبلغ مدة كل مرحلة 42 يومًا، مع تقديم تسهيلات إنسانية وزيادة المساعدات إلى غزة.

في ظل التعقيدات التي تحيط بمفاوضات تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، تبقى الأنظار متجهة نحو الوسطاء الدوليين، الذين يسعون إلى إنجاز الاتفاق ومنع تفاقم التوتر في المنطقة. ومع استمرار الاحتلال في فرض شروطه، يظل الفلسطينيون ينتظرون تنفيذ استحقاقات الصفقة، في إطار السعي نحو حرية الأسرى الفلسطينيين ورفع المعاناة عن أهاليهم.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة