أدى نحو 70 ألف مصلٍ صلاتي العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى المبارك في أول أيام شهر رمضان، رغم القيود والإجراءات العسكرية التي فرضتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على دخول المصلين.
ووفقًا لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، فإن غالبية المصلين كانوا من أبناء القدس وأراضي عام 1948، حيث منعت سلطات الاحتلال آلاف الفلسطينيين من محافظات الضفة الغربية من الوصول إلى المسجد لأداء الصلاة.
إجراءات الاحتلال وتضييقاته
أفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال عرقلت وصول المصلين عبر بابي العامود والأسباط، وقامت بتفتيش هوياتهم، كما منعت العديد من الشبان من الدخول إلى المسجد. كما نشرت سلطات الاحتلال قوات إضافية في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة، في خطوة تهدف إلى تقييد وصول الفلسطينيين إلى المسجد خلال الشهر الفضيل.
وأكدت محافظة القدس أن الاحتلال يواصل سياساته العنصرية عبر فرض قيود على عدد المصلين المسموح لهم بالدخول، حيث سمح فقط لـ10 آلاف مصلٍ من الضفة بأداء صلاة الجمعة، إضافة إلى منع بعض المعتقلين المفرج عنهم من دخول المسجد، وقصر دخول الرجال فوق 55 عامًا والنساء فوق 50 عامًا من الضفة الغربية.
تحذيرات من التصعيد ونداءات للتحرك
حذرت محافظة القدس من تصعيد الاحتلال خلال شهر رمضان، داعية إلى رفع القيود التقييدية ووقف التضييقات الأمنية التي تعرقل وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، مؤكدة أن كل إجراءات الاحتلال في القدس غير شرعية، وأنها تهدف إلى فرض واقع استيطاني جديد في المدينة المقدسة.
كما دعت المحافظة الفلسطينيين في أراضي 1948 إلى تكثيف وجودهم في الأقصى، للتصدي لمحاولات الاحتلال فرض سيطرته على المسجد، كما ناشدت الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي للتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات وضمان حرية العبادة.
القيود العسكرية المشددة
كثفت سلطات الاحتلال وجودها العسكري في محيط القدس القديمة والمسجد الأقصى، حيث نشرت 3 آلاف شرطي يوميًا، وفرضت حواجز مشددة على 82 نقطة عبور، من بينها إغلاقات ترابية، بوابات حديدية، وجدار الفصل، مما أدى إلى إعاقة حركة المصلين وتعطيل وصولهم إلى المسجد.
وأشارت المحافظة إلى أن هذه الإجراءات تمثل انتهاكًا صارخًا للاتفاقيات الدولية، ومنها اتفاقية جنيف الرابعة، التي تكفل حرية العبادة وتمنع سلطات الاحتلال من التدخل في الممارسات الدينية.
مقاومة الإجراءات الإسرائيلية
شددت محافظة القدس على أن الاحتلال لا يملك أي حق قانوني في فرض قيود على المصلين أو منعهم من الوصول إلى المسجد الأقصى، مؤكدة أن تكثيف التواجد الفلسطيني في الأقصى هو السبيل لمواجهة مخططات الاحتلال الهادفة إلى فرض سيطرة إسرائيلية على المسجد خلال شهر رمضان.