دمشق | في ظل تصاعد التوترات الداخلية في سوريا، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال، ونقلًا عنها صحيفة إسرائيل هيوم، أن إسرائيل تخطط لاستثمار أكثر من مليار دولار في مساعدات للدروز في شمال فلسطين المحتلة، في خطوة تهدف إلى كسب ولاء الدروز في سوريا والتأثير على مواقفهم تجاه الحكومة الجديدة.
إسرائيل تكثف تدخلها العسكري جنوب سوريا
وبحسب التقرير، فقد كثف الجيش الإسرائيلي عملياته في جنوب سوريا، مستهدفًا مواقع عسكرية للحيلولة دون وصول الأسلحة إلى الحكومة السورية الجديدة، في الوقت الذي طالب فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن يكون الجنوب السوري "منزوع السلاح"، مؤكدًا رفض إسرائيل السماح لأي قوة مسلحة مرتبطة بتنظيمات متطرفة بالعمل في تلك المنطقة.
كما تسعى إسرائيل، وفق التقرير، إلى إقناع القوى الدولية بتقسيم سوريا إلى نظام فيدرالي، يتألف من مناطق عرقية ذات حكم ذاتي، مع إخلاء المناطق الحدودية الجنوبية من أي وجود عسكري.
رهان إسرائيلي على تحالف مع الدروز في سوريا
يرى مسؤولون إسرائيليون أن المجتمع الدرزي في سوريا قد يكون حليفًا محتملاً لإسرائيل، حيث يعتقدون أن تعزيز التعاون مع الدروز يمكن أن يوفر حاجزًا أمنيًا يمنع انتشار الفصائل المتشددة قرب الحدود الشمالية لإسرائيل، بحسب ما جاء في تقرير الصحيفة الأمريكية.
عدوان إسرائيلي متواصل رغم تغيير المشهد في سوريا
مع سقوط دمشق واستيلاء هيئة تحرير الشام على السلطة، صعّدت إسرائيل ضرباتها العسكرية على الأراضي السورية، حيث نفذت سلسلة من الهجمات الواسعة على مواقع مختلفة، وسط تجاهل الحكومة الجديدة للعدوان الإسرائيلي، وفق التقرير.
وفي هذا السياق، وجّه المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة في 9 ديسمبر رسالةً إلى مجلس الأمن يطالب فيها المجتمع الدولي بإدانة الانتهاكات الإسرائيلية، وإجبار تل أبيب على الانسحاب من الأراضي التي توغلت فيها، بالإضافة إلى الالتزام باتفاق فض الاشتباك لعام 1974.
موقف الجولاني: دعوة لوقف الضربات دون تصعيد ضد إسرائيل
في أول مقابلة له منذ سقوط النظام السوري، دعا زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، إسرائيل إلى وقف غاراتها الجوية وسحب قواتها من المناطق التي احتلتها، مؤكدًا أن تبرير إسرائيل لوجودها العسكري كان مرتبطًا بمحاربة حزب الله والميليشيات الإيرانية، وهو أمر لم يعد قائمًا الآن.
وأكد الجولاني في حديثه مع صحيفة التايمز أن حكمه الجديد ملتزم باتفاقية 1974 ومستعد لإعادة المراقبين الدوليين، مشددًا على أن سوريا "بحاجة إلى فترة استراحة من الحرب"، وأنه لا يسعى إلى أي صراع مع إسرائيل أو أي طرف آخر.
إسرائيل ترسخ وجودها العسكري في سوريا
رغم التصريحات الدبلوماسية، لا تظهر إسرائيل أي نية للانسحاب من المناطق التي احتلتها حديثًا في سوريا، إذ استولت القوات الإسرائيلية على قمة جبل الشيخ، التي تعد إحدى أكثر النقاط الاستراتيجية ارتفاعًا في سوريا.
وأفادت تقارير نشرتها شبكة CNN أن إسرائيل نفذت منذ بداية الأحداث أكثر من 500 غارة جوية، استهدفت البنية العسكرية السورية، ودمرت 90% من منظومات الدفاع الجوي، كما قضت على سلاح البحرية السوري، وفق المزاعم الإسرائيلية.
هل تتجه الحكومة الجديدة في سوريا إلى التطبيع مع إسرائيل؟
مع غياب أي مقاومة مباشرة من الحكومة السورية الجديدة ضد إسرائيل، يبقى السؤال الأهم: هل سيبقى موقف هيئة تحرير الشام مقتصرًا على "دعوة" إسرائيل للانسحاب، دون اتخاذ خطوات ميدانية؟ وهل يمكن أن تتجه الحكومة الجديدة إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مقابل تعهد الأخيرة بالانسحاب من المناطق التي احتلتها؟
كل هذه التساؤلات تبقى مفتوحة، في ظل سعي إسرائيل لاستغلال التغييرات الجيوسياسية في سوريا لصالح مصالحها التوسعية.