غزة - وكالة قدس نت (مراسلنا الميداني) | مع حلول شهر رمضان، يعيش سكان قطاع غزة أوضاعًا معيشية كارثية في ظل الارتفاع الجنوني في أسعار الخضروات والمواد الغذائية الأساسية، حيث يواجه المواطنون صعوبة متزايدة في تأمين احتياجاتهم اليومية نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر، وإغلاق المعابر، وغياب الرقابة على الأسواق.
إغلاق المعابر.. وأزمة غذائية تشتد
بحسب تجار في سوق الشيخ رضوان الشعبي، فإن إغلاق معبر كرم أبو سالم، وهو الشريان الرئيسي لإدخال البضائع، أدى إلى نقص حاد في الخضروات والمواد الغذائية، ما تسبب في ارتفاع غير مسبوق في الأسعار.
يقول الحاج أبو محمود، وهو بائع خضار في سوق النصيرات: "لم نعد قادرين على توفير كميات كافية من البضائع، فقد بات السوق شبه فارغ، والأسعار باتت تفوق قدرة المواطن البسيط على الشراء."
أما المواطن محمد الأسطل، أحد سكان جباليا، فيقول لـ"قدس نت": "ذهبت لشراء كيلو من الطماطم، فوجدت أن سعره تضاعف ثلاث مرات عن الاسبوع الماضي، فكيف يمكن لعائلة تعيش بدون دخل أن تتحمل هذه الأعباء؟!"
المواطنون: الغلاء يفوق قدرتنا على الشراء
في حديثه لمراسل "قدس نت"، قال أبو أحمد، وهو رب أسرة مكونة من سبعة أفراد: "في كل رمضان ننتظر أن تكون موائدنا مليئة بالخضروات والفواكه، لكن هذا العام، لا يمكنني حتى شراء الأساسيات. الأسعار جنونية، ونحن بالكاد نستطيع شراء ما يسد الرمق."
وأضاف: "حتى العدس والبقوليات ارتفعت أسعارها، لقد أصبحنا أمام خيارين، إما أن ندفع كل ما نملك لشراء القليل، أو نعيش على كميات محدودة يوميًا."
غياب الرقابة يزيد الأزمة
ورغم ارتفاع الأسعار، يشتكي المواطنون من غياب الرقابة الحكومية على الأسواق، حيث يفرض التجار أسعارًا مرتفعة دون وجود أي ضوابط أو متابعة من الجهات المختصة.
يقول المواطن علاء حسونة، أحد سكان غزة: "كل تاجر يبيع بسعر مختلف، لا يوجد أي رقابة، والناس يزدادون فقراً بينما التجار يحققون أرباحاً طائلة."
تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني
وتحذر العديد من المؤسسات الدولية من أن استمرار الحصار وإغلاق المعابر سيؤدي إلى مجاعة حقيقية في القطاع، حيث تعاني آلاف العائلات من انعدام الأمن الغذائي، خاصة مع غياب أي تدخل دولي لإنقاذ الوضع.
في ظل هذه الأزمة، يبقى المواطن الفلسطيني في غزة ضحية لسياسات التجويع الإسرائيلية، وسط غياب الحلول الفورية، ما يجعل شهر رمضان هذا العام الأصعب على الإطلاق.