القدس المحتلة - يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أزمة سياسية جديدة تهدد استقرار حكومته، حيث يخوض ائتلافه الحكومي الهش مفاوضات مكثفة في محاولة لتمرير ميزانية الدولة قبل الموعد النهائي في 31 مارس/آذار، وإلا فإن إسرائيل قد تتجه إلى انتخابات مبكرة خلال 90 يومًا.
ائتلاف هش وانقسامات داخلية
يتألف الائتلاف الحاكم من 61 عضوًا فقط بعد انسحاب حزب "عوتسما يهوديت"، ما يجعل أي تصويت داخل الكنيست على الميزانية محفوفًا بالمخاطر. ومع تصاعد الضغوط السياسية، يواجه نتنياهو انقسامات داخلية، لا سيما من الأحزاب الدينية التي تهدد بعدم دعم الميزانية في حال عدم إقرار قانون الإعفاء من التجنيد العسكري لطلاب المدارس الدينية.
إسحاق جولدنوبف، زعيم حزب "أجودات يسرائيل"، أحد أبرز المعارضين، أعلن أنه سيعارض الميزانية، مشيرًا إلى أنه مستعد للاستقالة من الحكومة قبل التصويت، مما يزيد من احتمالات فشل تمريرها. في المقابل، يسعى نتنياهو لعزل جولدنوبف سياسيًا، مستعينًا بدعم الحاخامات والجماعات الدينية الأخرى لضمان تصويت لصالح الميزانية.
نتنياهو في سباق مع الوقت
يحاول نتنياهو تهدئة الخلافات داخل ائتلافه عبر لقاءات مكثفة مع قادة الأحزاب الدينية وأعضاء اليمين المتطرف، إذ اجتمع مع موشيه غافني، زعيم حزب "ديجل هتوراه"، الذي يبدو أكثر ميلاً لدعم الميزانية دون إقرار قانون الإعفاء العسكري في الوقت الحالي، على عكس موقف جولدنوبف. كما التقى عضو الكنيست يسرائيل آيشلر لمحاولة تأمين دعمه وضمان تمرير الميزانية بسلاسة.
تصعيد داخل الكنيست وتحذيرات من انهيار الحكومة
في ظل هذه التجاذبات، أرييه درعي، زعيم حزب "شاس"، انتقد موقف جولدنوبف، معتبرًا أن الحكومة هي "بيت الحريديم"، ولا يجب تهديد استقرارها من أجل الابتزاز السياسي. من جهة أخرى، نائب الوزير آفي ماعوز أعلن أنه لن يصوت لصالح الميزانية، محتجًا على التمييز ضد القطاع الديني القومي في تخصيص الأموال التعليمية.
ما وراء الأزمة: محاولة نتنياهو للبقاء في السلطة
تأتي هذه الأزمة في وقت يعاني فيه نتنياهو من تراجع شعبيته داخليًا وضغوط متزايدة من المعارضة، التي ترى في فشل تمرير الميزانية فرصة للإطاحة بحكومته والدفع نحو انتخابات مبكرة قد تضعف قبضته على الحكم. كما يواجه نتنياهو تحديات أخرى، أبرزها الانتقادات الحادة لطريقة إدارته للحرب على غزة، والتصعيد المستمر في الضفة الغربية، مما يزيد من هشاشة وضعه السياسي.
هل يصمد نتنياهو أم تنهار حكومته؟
مع اقتراب الموعد النهائي، تبدو خيارات نتنياهو محدودة؛ فإما أن يتمكن من إقناع الحلفاء داخل ائتلافه بتمرير الميزانية، أو أنه سيواجه احتمال سقوط حكومته والدعوة إلى انتخابات مبكرة قد تكون الأكثر تحديًا في مسيرته السياسية. وبينما يحاول كسب الوقت والمناورة السياسية، يبقى السؤال الأبرز: هل ستتمكن حكومة نتنياهو من الصمود، أم أن الانقسامات الداخلية ستؤدي إلى نهايتها قريبًا؟