كشف الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ووزارة الثقافة عن استشهاد 118 عاملاً في القطاع الثقافي بقطاع غزة خلال عام 2024، نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر الذي استهدف المعالم الثقافية والتاريخية الفلسطينية، في محاولة لطمس الهوية الوطنية.
استهداف شامل للثقافة الفلسطينية في غزة
أكد البيان الصادر عن المؤسستين، بمناسبة يوم الثقافة الفلسطيني، أن الاحتلال الإسرائيلي نفذ عملية إبادة ثقافية استهدفت المعالم التاريخية والمواقع الأثرية مثل موقع البلاخية وتل أم عامر المشهور بأرضيته الفسيفسائية.المؤسسات والمراكز الثقافية، المكتبات، المتاحف، والمسارح. الشخصيات الأدبية والفنية التي تمثل الواجهة الثقافية للشعب الفلسطيني.
وأشار البيان إلى أن الاعتداءات لم تتوقف عند قطاع غزة، بل امتدت إلى الضفة الغربية، حيث تصاعدت الهجمات التي تستهدف المؤسسات الثقافية والعاملين فيها، مما أدى إلى إلغاء العديد من الفعاليات الثقافية وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية الثقافية.
انخفاض عدد المراكز الثقافية وتراجع النشاط المسرحي
وفقًا للبيانات الصادرة: انخفض عدد المراكز الثقافية العاملة في الضفة الغربية من 510 مراكز في عام 2023 إلى 492 مركزًا في عام 2024. وتراجع عدد المسرحيات المعروضة إلى أكثر من النصف، حيث تم عرض 159 مسرحية فقط خلال عام 2024، مقارنة بالعام السابق. وبلغ عدد المتاحف العاملة في الضفة الغربية 26 متحفًا، واستقطبت المتاحف حوالي 80 ألف زائر خلال العام، 81% منهم فلسطينيون.
زيادة طفيفة في الأنشطة الثقافية رغم التحديات
رغم الظروف الصعبة، شهدت الأنشطة الثقافية في الضفة الغربية ارتفاعًا طفيفًا، حيث عقدت 5,788 فعالية ثقافية في 2024 مقارنة بـ 5,477 فعالية في 2023، واحتلت الدورات التدريبية نسبة 72% من هذه الفعاليات. كما بلغ عدد المشاركين في الأنشطة الثقافية حوالي 217 ألف شخص، 97% منهم شاركوا في فعاليات وجاهية.
استمرار استهداف الهوية الثقافية الفلسطينية
أكد البيان أن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة تهدف إلى تجفيف منابع الثقافة الفلسطينية ومحاولة طمس الهوية التاريخية، ما يستدعي تدخلًا دوليًا لحماية الإرث الثقافي الفلسطيني من التدمير الممنهج.
مطالبات بتدخل دولي عاجل
دعت وزارة الثقافة والجهات المعنية إلى: حماية المؤسسات الثقافية الفلسطينية من الاستهداف المستمر. وتوفير الدعم لإعادة إعمار المراكز الثقافية والمتاحف المدمرة ومحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق العاملين في المجال الثقافي باعتبارها انتهاكًا للقانون الدولي.
الهوية الفلسطينية في مواجهة محاولات الطمس
في ظل هذه الانتهاكات، يؤكد الفلسطينيون أن الثقافة ستبقى صامدة رغم العدوان، وأن الهوية الوطنية الفلسطينية ستظل حية في وجدان الأجيال القادمة، مهما حاول الاحتلال محوها.