تشهد غزة فصولاً جديدة من العدوان الإسرائيلي المستمر، حيث يواصل الاحتلال تصعيد هجماته الجوية والبرية، مستهدفًا المدنيين العزل والمناطق السكنية دون تمييز. وأسفرت هذه الهجمات عن سقوط شهداء وجرحى، في ظل استمرار القصف العشوائي الذي يفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر.
غارات جوية تستهدف المدنيين
في أحدث الاعتداءات، قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية تجمعًا للمواطنين قرب جسر وادي غزة، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة شبان وإصابة آخرين. كما تعرض حي الجنينة في رفح لقصف مماثل أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المواطنين.
ومنذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، ارتفع عدد الشهداء في غزة إلى 48,572 شهيدًا، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى 112,032 جريحًا، بينما لا يزال العديد من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات دون أن تتمكن فرق الإسعاف من الوصول إليهم بسبب القصف المستمر.
استهداف الأطفال والنازحين: جرائم بلا رادع
لم تسلم حتى أبسط محاولات الأهالي للتكيف مع الحصار والنقص الحاد في المواد الأساسية، حيث قُتل أربعة فتية خلال محاولتهم جمع الحطب بعد أن استهدفتهم طائرة مسيرة إسرائيلية شرق حي الزيتون. هذه الجريمة تأتي ضمن سلسلة اعتداءات متكررة استهدفت المدنيين، حيث قُتل الطفل أمجد حازم عابد (4 أعوام) شرق حي الشجاعية بعيار ناري أطلقته طائرة "كواد كابتر".
وفي بيت حانون، أصيبت امرأة وابنتها من عائلة "نصير" بجروح بالغة جراء إطلاق النار العشوائي من طائرات الاحتلال المسيرة، بينما تعرضت مسنة (80 عامًا) لإصابة مباشرة شمال قرية أم النصر. هذه الاعتداءات تثبت أن الاحتلال يتعمد استهداف المواطنين حتى في المناطق التي لا تُعتبر ضمن نطاق المناطق الحدودية المحظورة.
التصعيد العسكري واستهداف مناطق الإيواء
لم تقتصر الهجمات على المناطق السكنية، بل امتدت لتشمل مراكز الإيواء التي لجأ إليها الآلاف هربًا من القصف والدمار. فقد استُهدفت مركبة تقل إعلاميين وفنيين أثناء تغطيتهم لافتتاح مركز إيواء في منطقة العطاطرة. كما أن الطائرات المسيّرة الإسرائيلية باتت تهدد حياة النازحين الذين يسعون للحصول على ملاذ آمن، حيث قُتل الطفل يامن الحملاوي (13 عامًا) بطائرة "كواد كابتر" بالقرب من مركز إيواء في أبراج الندى.
وأثارت هذه الحوادث حالة من الرعب بين الأهالي، مما دفع العديد منهم إلى التفكير في النزوح مرة أخرى، على الرغم من الدمار الواسع وعدم وجود بدائل آمنة للإقامة. وأكد المواطنون أن الاحتلال يوسع تدريجيًا دائرة المناطق التي يصنفها كمناطق عسكرية مغلقة، بهدف تصعيد الاستهداف المباشر للمدنيين.
الانتهاكات الإسرائيلية: انتهاك للقوانين الدولية وصمت دولي مستمر
يؤكد مصدر أمني أن الاحتلال يتعمد اختراق الهدنة واستمرار التصعيد العسكري، في محاولة لفرض واقع جديد على الأرض. فالطائرات المسيّرة لا تفارق سماء القطاع، وترتكب جرائم قتل ممنهجة بحق المدنيين، حتى في المناطق التي تبعد كيلومترات عن الحدود.
أمام هذا المشهد المأساوي، يطالب أهالي غزة والمؤسسات الحقوقية بتحرك دولي عاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، وضمان حماية المدنيين وفق القوانين الدولية. إن استمرار العدوان دون رادع يعكس مدى إفلات الاحتلال من المساءلة، ويؤكد الحاجة إلى تدخل فوري لوقف هذه الجرائم ومنع مزيد من سفك الدماء في قطاع غزة المحاصر.