كشف الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وسلطة المياه، اليوم الأربعاء، أن أكثر من 85% من مرافق وأصول المياه والصرف الصحي في قطاع غزة تعرضت لأضرار جسيمة، بين دمار كامل أو جزئي، جراء العدوان الإسرائيلي المستمر.
ووفقًا للتقييمات الأولية، تجاوزت تكلفة الأضرار 1.5 مليار دولار في المناطق التي تم حصرها، مما يعكس مدى الكارثة البيئية والإنسانية الناتجة عن استهداف الاحتلال لمحطات معالجة الصرف الصحي، ومحطات تحلية المياه، والآبار، والخزانات، وشبكات المياه والصرف الصحي.
الاحتلال ينسف جهود تطوير قطاع المياه
وأشار البيان إلى أن العدوان الإسرائيلي دمر الجهود التي بذلتها الحكومة الفلسطينية، والتي تجاوزت استثماراتها المليار دولار على مدى سنوات لتطوير قطاع المياه، في ظل ارتفاع ملوحة وتلوث 97% من مياه الخزان الجوفي، وهو المصدر المائي الوحيد في غزة.
حاليًا، لا تتجاوز حصة الفرد اليومية من المياه في غزة 3-5 لترات، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى المطلوب للبقاء على قيد الحياة، وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية التي تحدده بـ15 لترًا في اليوم.
تضرر كبير في مصادر المياه وتراجع خطير في التزويد
يُعتمد قطاع غزة على ثلاثة مصادر رئيسية للمياه، وجميعها تعرضت لأضرار جسيمة، أدت إلى تراجع التزويد إلى ما يقارب 10-20% مقارنة بما كان عليه قبل العدوان، ثم ارتفع لاحقًا مع التدخلات العاجلة إلى حوالي 35% من القدرة الأصلية. وتشمل هذه المصادر:
المياه الجوفية: يضم القطاع 300 بئر مياه، معظمها تعرضت لأضرار بالغة، مما خفض الإنتاج اليومي من 262,000 م³ إلى 93,000 م³.
محطات التحلية: توقفت محطة الشمال بالكامل، بينما تعمل محطة الوسط بطاقة 30%، ومحطة الجنوب وصلت إلى 70% من قدرتها بعد إصلاحات جزئية.
المياه المشتراة من "ميكروت" الإسرائيلية: انخفض التزويد عبر ثلاث وصلات رئيسية من 52,000 م³ يوميًا إلى 40,000 م³ بعد استهداف الاحتلال لهذه الخطوط وعرقلة عمليات الصيانة.
تدمير شامل لمنظومة الصرف الصحي في غزة
أكدت سلطة المياه والجهاز المركزي للإحصاء أن جميع محطات الصرف الصحي الخمس في غزة توقفت عن العمل بسبب الأضرار الكبيرة، مما أدى إلى تدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع والأحياء السكنية، مسببًا تهديدًا بيئيًا وصحيًا خطيرًا.
كما دمر الاحتلال:
1545 كيلومترًا من شبكات الصرف الصحي.
47 محطة ضخ، منها 20 تدميرًا كليًا.
79 محطة ضخ لمياه الأمطار، مما زاد من مخاطر الفيضانات والتلوث البيئي.
الأضرار تطال الضفة الغربية أيضًا
لم تقتصر الأضرار على غزة، إذ أشارت التقارير إلى أن الاحتلال استهدف البنية التحتية للمياه والصرف الصحي في الضفة الغربية، خصوصًا خلال اقتحام مخيمات جنين وطولكرم، مما أدى إلى نزوح 40 ألف فلسطيني يعانون من شح المياه.
استمرار الهيمنة الإسرائيلية على الموارد المائية الفلسطينية
يعاني الفلسطينيون في الضفة الغربية أيضًا من السيطرة الإسرائيلية على المياه، حيث تشكل المياه المشتراة من إسرائيل 39% من إجمالي المياه المتاحة، وتصل إلى 60% من المياه المخصصة للاستخدام المنزلي، مما يعكس التبعية القسرية لقطاع المياه بسبب سياسات الاحتلال.
تحديات مستقبلية ومطالبات بوقف العدوان
أكدت سلطة المياه الفلسطينية أن الاحتلال يمنع الفلسطينيين من إقامة سدود وبرك لتجميع مياه الأمطار، مما يؤدي إلى إهدار أكثر من 165 مليون م³ سنويًا. كما تعاني الحكومة الفلسطينية من ارتفاع الديون على الهيئات المحلية لتصل إلى 1.8 مليار دولار بسبب التحديات المالية التي يفرضها الاحتلال.
ختامًا، فإن العدوان الإسرائيلي على غزة لم يدمر فقط الأرواح والبنية التحتية، بل يهدد أيضًا أمن الفلسطينيين المائي والصحي، مما يستوجب تدخلًا دوليًا عاجلًا لإنقاذ ما تبقى من قطاع المياه في فلسطين.