شهيد الفن والمقاومة: الفنان التشكيلي ضرغام قريقع يرحل تاركًا إرثًا من الأمل والإبداع

شهيد الفن والمقاومة

في فجر يوم الثلاثاء، استشهد الفنان التشكيلي الفلسطيني ضرغام قريقع (1997-2025) مع زوجته آية القدرة و26 فردًا من أقاربه، في مجزرة إسرائيلية جديدة استهدفت منزله في مدينة غزة. جاء ذلك بعد أيام فقط من عودته إلى منزله المدمر بفعل العدوان الإسرائيلي، في انتهاك واضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي كان قد دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي.

رحلة الفن والمقاومة

لم يكن ضرغام مجرد فنان تشكيلي، بل كان رمزًا للمقاومة الثقافية في وجه آلة الحرب الإسرائيلية. دراسته للتصميم الداخلي والديكور منحته القدرة على تحويل الألم والمعاناة إلى لوحات تنبض بالحياة. كان يحضر لمعرضه الأول "حتى ينبت للكرسي جناحان" قبل أن تدمر آلة الحرب الإسرائيلية جميع أعماله، تاركةً أحلامه متناثرة تحت الأنقاض.

في 28 فبراير الماضي، كتب قريقع على صفحته في فيسبوك: "بعد 15 شهرًا من التهجير، عدت إلى غزة لأجد نفسي أمام حقيقة لا تصدق؛ منزلي ومرسمي دُمرا بالكامل، وكل أعمالي الفنية اختفت تحت الركام. هذه الأعمال لم تكن مجرد لوحات، بل كانت جزءًا من روحي وأحلامي التي لطالما أردت مشاركتها مع العالم."

صانع الفرح وسط الدمار

رغم القصف والدمار، لم يتوقف قريقع عن إضفاء الأمل في قلوب الأطفال النازحين. من خلال سينما الخيام، العروض المسرحية، وفعاليات الرسم والسباحة والغناء، كان يخلق لهم لحظات من السعادة وسط قسوة الحرب.

في يوليو 2024، قاد مبادرة "مسابح الأطفال"، حيث وفر مسابح بلاستيكية للأطفال النازحين في مخيمات خان يونس والقرارة، ليمنحهم فرصة للهروب من قسوة العدوان والاستمتاع بمياه نظيفة في صيف قائظ. وفي يونيو 2024، أطلق مشروع "سينما المخيم"، حيث عُرضت أفلام كرتونية على شاطئ الزوايدة بحضور مئات الأطفال وذويهم، محاولًا سرقة لحظات الفرح من بين أنياب الحرب.

إرث خالد رغم الفقدان

كتب الفنان الفلسطيني محمد الحاج عن قريقع قائلاً: "ضرغام كان يمتلك أرضية صلبة تؤهله للوصول إلى مصاف كبار الفنانين. دراساته التشريحية الجريئة، وتوظيفه القيم اللونية والتعبيرية، جعلت من فنه تجربة تستحق الصقل والانتشار."

ورغم استشهاده، تبقى أعمال قريقع خالدة في ذاكرة كل من عرفه، شاهدةً على مجد فنان لم يستسلم، وظل يناضل بألوانه حتى الرمق الأخير.

في كلماته الأخيرة على فيسبوك، كتب ضرغام: "إن لم يكتب لنا أن نستمر في العيش، فاحفظوا فعلنا وأسماءنا وصورنا، واكتبوا على قبورنا بخط بارز: ’هنا يرقد من أحبوا الحياة وما استطاعوا إليها سبيلاً‘."

482213932_18069080062842223_843999921931635396_n.jpg-4c30ad14-81f4-4ac8-851d-5afb859b16db.jpg

 

c703df5c-4a08-4594-9d66-19767f99a177.jpg

 

b989b16a-9fc2-4b3f-8ad4-9d848c83db9c.jpg

 

bff4f3e6-b294-43e4-bcb9-fd9ffe53bccc.jpg


 

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة