غزة – يعيش سكان قطاع غزة أزمة إنسانية خانقة مع استمرار العدوان الإسرائيلي، حيث أدى الحصار المشدد وارتفاع الأسعار الجنوني إلى استنزاف جيوب المواطنين والنازحين، الذين يواجهون أوضاعًا معيشية غير مسبوقة منذ استئناف الاحتلال عدوانه.
شح المواد الأساسية وارتفاع جنوني للأسعار
تشهد الأسواق نقصًا حادًا في السلع الأساسية، حيث اختفت بعض المواد تمامًا فيما تضاعفت أسعار أخرى بشكل يفوق قدرة المواطنين على الشراء. وقال النازح أحمد الشاعر (60 عامًا) إن أسعار الدقيق، السكر، وزيت الطهي ارتفعت بشكل تدريجي حتى بلغت مستويات قياسية، حيث وصل سعر كيلو السكر إلى 35 شيكلًا (10 دولارات)، فيما بلغ سعر لتر زيت الطهي 25 شيكلًا، مؤكدًا أن النازحين باتوا فريسة لجشع التجار.
احتكار التجار واستغلال المعاناة
من جانبه، ألقى أبو عبد الله قشطة (55 عامًا)، وهو صاحب بسطة، باللوم على تجار الجملة، متهمًا إياهم باحتكار السلع ورفع الأسعار كلما أُغلق المعبر. وأوضح أن أصحاب البسطات والمستهلكين هم الضحية المباشرة لجشع كبار التجار، الذين يستغلون الأوضاع المتأزمة لمضاعفة أرباحهم.
أزمة الوقود وغاز الطهي تزيد المعاناة
إلى جانب أزمة السلع، يعاني السكان من نقص حاد في غاز الطهي والوقود، ما أجبر العديد على اللجوء إلى إشعال الحطب رغم صعوبة ذلك في ظل القصف والتحليق المكثف للطيران الحربي الإسرائيلي. وذكر محمد كلاب (50 عامًا) أنه أرسل إسطوانة الغاز لتعبئتها قبل رمضان، لكنه تلقى رسالة تفيد بإعادتها فارغة بسبب نقص الإمدادات، مما اضطره إلى الطهي على الحطب الذي ارتفع سعره إلى 3 شواقل للكيلو. وأشار إلى أن سعر كيلو الغاز تجاوز 120 شيكلًا بسبب الطلب المتزايد عليه من المخابز والمركبات.
استمرار العدوان وتفاقم الكارثة الإنسانية
منذ استئناف الاحتلال لعدوانه فجر الثلاثاء الماضي، استشهد أكثر من 400 فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما أصيب المئات بجروح خطيرة، وسط استمرار القصف والتدمير الممنهج للبنية التحتية. وترافق ذلك مع إغلاق المعابر ومنع دخول الإمدادات الطبية والوقود، مما يهدد بوقوع كارثة صحية غير مسبوقة، حيث حذرت مصادر طبية من أن توقف المستشفيات بسبب انقطاع الوقود والكهرباء سيؤدي إلى وفاة آلاف المرضى والمصابين.
مستقبل مظلم في ظل الحصار والعدوان
منذ 7 أكتوبر 2023، شن الاحتلال عدوانًا أدى إلى استشهاد أكثر من 48,572 فلسطينيًا، معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة 112,032 آخرين، فيما لا يزال عدد غير معلوم من الضحايا تحت الأنقاض. ومع استمرار الحصار، تزداد المخاوف من انهيار كامل للحياة في القطاع، وسط صمت دولي وتجاهل لمعاناة أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين.
ختامًا
في ظل هذه الظروف القاسية، يبقى السؤال: إلى متى ستستمر هذه المعاناة؟ وما هو مصير ملايين الفلسطينيين الذين يواجهون الحرب، الحصار، الجوع، والمرض دون أي أفق للحل؟