الاحتلال الإسرائيلي يواصل إبادة العائلات والتهجير القسري في غزة وسط تصعيد عسكري ممنهج

فلسطيني يبكي طفليه اللذين استشهدا مطلع الشهر الجاري جراء غارة إسرائيلية على رفح جنوبي قطاع غزة (رويترز).

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازر مروعة بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، من خلال قصف مكثف يستهدف منازل مأهولة بالسكان، ومراكز إيواء، ومرافق خدمية، ضمن سياسة ممنهجة تقوم على القتل الجماعي والتهجير القسري، في ظل تفاقم جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكب بحق أكثر من 2.3 مليون فلسطيني يعيشون في ظروف إنسانية كارثية.

تصعيد جوي وبري لليوم السادس وسقوط مئات الضحايا

لليوم السادس على التوالي، تواصل الطائرات الحربية الإسرائيلية تنفيذ غارات عنيفة استهدفت منازل وخيام للنازحين، وأماكن تجمع مدنيين، وحتى مراكز خدمات بلدية، دون إنذار مسبق. وقد سجلت وزارة الصحة في غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية، استشهاد 39 مواطنًا وإصابة 61 آخرين، لترتفع حصيلة العدوان منذ الثلاثاء الماضي إلى أكثر من 673 شهيدًا، من بينهم أطفال ونساء وعائلات أُبيدت بالكامل، إضافة إلى 1233 إصابة، في ظل تعذر انتشال عشرات الجثث من تحت الأنقاض بسبب نقص المعدات.

عمليات استهداف ممنهجة لعائلات فلسطينية

في واحدة من أبشع الجرائم التي وثقها باحثو حقوق الإنسان: صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، وزوجته، استشهدا فجر الأحد جراء قصف خيمتهما في مواصي خان يونس. 8 أفراد من عائلة عاشور، بينهم أب و5 من أطفاله، استشهدوا في قصف استهدف منزلهم شمال رفح. عائلة الأغا، استُهدفت في السطر الغربي بخان يونس، ما أدى إلى استشهاد الأب والأم و4 من أبنائهم. عائلة أبو دقة، استشهد 4 من أفرادها في قصف على بلدة الفخاري، بينهم طفلتان إحداهما رضيعة عمرها 8 شهور.

استهداف الطواقم البلدية والإغاثية

لم يسلم العاملون في البلديات من نيران الاحتلال، حيث قُصفت مركبة صرف صحي تتبع بلديات شرق خان يونس، ما أدى إلى استشهاد 3 موظفين أثناء عملهم على خدمة أحد مراكز الإيواء. كما أفادت جمعية الهلال الأحمر عن محاصرة عدد من طواقمها في حي الحشاش شمال رفح، مع فقدان الاتصال بهم منذ ساعات. وتم الإبلاغ كذلك عن فقدان الاتصال بطواقم من وزارة الصحة والدفاع المدني أثناء محاولتهم إنقاذ المحاصرين.

تهجير قسري جديد ونزوح جماعي في رفح وبيت حانون

شنت قوات الاحتلال توغلات برية في عدة مناطق، أبرزها تل السلطان والحي السعودي غرب رفح وبيت حانون شمال غزة، وسط إطلاق نار كثيف وقصف مدفعي. أجبر هذا التصعيد آلاف السكان على النزوح تحت القصف، وسط أنباء عن سقوط شهداء في صفوف النازحين.

في منطقة البركسات غرب رفح، حذر الدفاع المدني من كارثة وشيكة تهدد حياة 50 ألف مواطن محاصر، دون وجود ممرات آمنة أو مساعدات إغاثية.

جرائم إضافية خلال يوم السبت صفية أبو دخيل (72 عامًا) استشهدت في قصف مدفعي على منزلها شمال غزة. فتحي كلاب وابناه جهاد وعبد الرحمن استشهدوا بقصف طائرة مسيرة بجوار مسجد غرب رفح. استشهد 3 مواطنين في قصف بجوار مستشفى الهلال الإماراتي للولادة، و3 آخرون في قصف على منزل عائلة أبو حسنين في حي الجنينة.

دعوة عاجلة لوقف الإبادة ومحاسبة الاحتلال

في ضوء هذا التصعيد الخطير، يحذر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان من أن استمرار العمليات البرية والغارات الجوية، في ظل الحصار والتجويع وحرمان السكان من العلاج، يهدد بسقوط آلاف الضحايا، ويعمق المأساة الإنسانية في غزة.

ودعا المركز المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف جرائم الإبادة الجماعية، ومحاسبة قادة الاحتلال الإسرائيلي، وتفعيل التزامات الدول الأطراف في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لحماية المدنيين الفلسطينيين وإنهاء الاحتلال وجرائمه.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة