حذر مدير عام شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة، أمجد الشوا، من خطر توقف المزيد من المخابز والمطابخ الخيرية (التكيات) خلال الأيام القليلة المقبلة، في ظل استمرار إغلاق المعابر لليوم الـ24 على التوالي، والنقص الحاد في المواد الأساسية لإنتاج الخبز والوجبات الغذائية.

وقال الشوا في تصريحات صحفية إن القطاع يواجه أزمة إنسانية حقيقية، مع قرب نفاد كميات الدقيق وغاز الطهي والوقود المستخدم في تشغيل المخابز والمطابخ، مشيرًا إلى أن عدداً من المخابز توقّف بالفعل عن العمل خلال الأسابيع الماضية بفعل الحصار الإسرائيلي، وأن الوضع مرشح للتفاقم مع نهاية الشهر الجاري.

وأكد أن العديد من الجمعيات والمؤسسات العاملة في مجال الإغاثة اضطرت إلى تقليص الحصص الغذائية للمواطنين نتيجة غياب اللحوم والدواجن والمواد الأساسية، وهو ما انعكس سلبًا على عمل "التكيات"، التي لجأت بعضها إلى إغلاق أبوابها بالكامل.

ارتفاع مؤشرات سوء التغذية وتدهور الأوضاع الصحية

وأوضح الشوا أن مؤشرات سوء التغذية، وخاصة بين الأطفال، بدأت بالظهور، بما في ذلك حالات فقر الدم الناتجة عن نقص حاد في المواد الغذائية، خاصة الأرز والحليب والدقيق. وأضاف أن الوضع الصحي لا يقل خطورة، في ظل نفاد كميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية، واستمرار الحصار الذي يمنع إدخال الإمدادات الحيوية.

وأشار إلى أن استمرار الأزمات قد يدفع نحو إغلاق شامل لعدد أكبر من المخابز والتكيات، خاصة مع غياب أي مؤشرات على قرب فتح المعابر أو إدخال المساعدات، مطالبًا المؤسسات الدولية بالتحرك العاجل للضغط على سلطات الاحتلال من أجل فتح المعابر وضمان تدفق الإمدادات الإنسانية.

قطاع المياه في خطر: وقود ومحطات تحلية متوقفة

وعن أزمة المياه، أكد الشوا أن القطاع يواجه مشكلة خطيرة في توفير مياه الشرب النظيفة، بسبب انقطاع الوقود اللازم لتشغيل محطات التحلية وضخ المياه من الآبار، بالإضافة إلى نقص قطع الغيار ووسائل النقل.

490% نسبة ارتفاع الأسعار في غزة وسط حصار خانق

وكان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني قد أعلن سابقًا أن مؤشر غلاء المعيشة في قطاع غزة ارتفع بنسبة 490% نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل، فيما سجل الرقم القياسي لأسعار المستهلك زيادة بنسبة 28.61% في القطاع خلال نوفمبر الماضي فقط.

حصار خانق منذ 2 مارس.. والمعابر مغلقة بالكامل

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي إغلاق كافة معابر قطاع غزة منذ 2 مارس/آذار الجاري، مانعًا دخول المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية، بحجة رفض حركة حماس لمقترح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، حول اتفاق وقف إطلاق النار.

ودعا الشوا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية تجاه قطاع غزة، وإنقاذ أكثر من مليوني فلسطيني يواجهون التجويع والعطش والحرمان من أبسط مقومات الحياة.