في تصعيد خطير، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارة جوية على حي الحدث في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الجمعة، ما يمثل أول خرق إسرائيلي مباشر لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر الماضي بين إسرائيل و"حزب الله".
وجاء العدوان بعد ساعات من إعلان جيش الاحتلال إطلاق صاروخين من جنوب لبنان باتجاه منطقة الجليل شمال الأراضي المحتلة. ورغم أن "حزب الله" نفى مسؤوليته عن العملية وأكد التزامه بالهدنة، فإن الاحتلال نفذ سلسلة من الغارات والقصف المدفعي على عدة بلدات في جنوب لبنان، أبرزها كفر تبنيت، ما أسفر عن سقوط 3 شهداء و18 جريحًا، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
إسرائيل توسع عدوانها على لبنان رغم سريان وقف إطلاق النار
وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن القصف الإسرائيلي استهدف أيضًا بلدات الخيام، الناقورة، عيتا الشعب، قعقعية الجسر، ويحمر الشقيف، مستخدمًا القذائف المدفعية والصواريخ الفوسفورية، ما تسبب بحالة ذعر ونزوح محدود في بعض المناطق الجنوبية.
وتزامن العدوان مع تصريحات لوزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، حمّل فيها الحكومة اللبنانية مسؤولية ما أسماه "خرق الهدنة"، وهدد قائلاً: "إذا لم يسد الهدوء في الجليل، فلن يكون هناك هدوء في بيروت".
استمرار انتهاكات الاحتلال لاتفاق نوفمبر
الاتفاق الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024 نص على وقف شامل للعمليات العسكرية، وانسحاب قوات الاحتلال من جنوب لبنان، مقابل تفكيك البنى التحتية العسكرية غير الرسمية. لكن لبنان يؤكد أن الاحتلال لم يلتزم ببنود الاتفاق، واستمر في احتلال خمس نقاط حدودية وشنّ غارات دورية على الأراضي اللبنانية.
من جانبه، أكد "حزب الله" في بيان رسمي على التزامه الكامل بوقف إطلاق النار، ونفى أي علاقة له بإطلاق الصواريخ صباح اليوم، معتبرًا أن الاحتلال يبحث عن ذريعة للتصعيد.
إدانات وتحذيرات من انهيار التهدئة
فيما لم تُسجل حتى الآن مواقف دولية رسمية، حذرت مصادر سياسية لبنانية من أن استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان يهدد بانهيار الهدنة الهشّة، ويفتح الباب أمام مواجهة شاملة في المنطقة.
وقد دفعت التهديدات الإسرائيلية بعدة مدارس جنوبية إلى تعليق الدراسة، وسط تحليق مكثف للطيران الحربي والاستطلاعي الإسرائيلي فوق القطاعين الغربي والأوسط من الجنوب اللبناني.