أحيا فلسطينيو الداخل المحتل، اليوم الجمعة، الذكرى الـ49 ليوم الأرض الخالد، بمسيرة مركزية نظمتها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في مدينة عرابة البطوف، وسط إجراءات مشددة من شرطة الاحتلال، التي منعت رفع العلم الفلسطيني وهددت باستخدام القوة لفضّ التظاهرة.
وجاء تقديم موعد المسيرة إلى اليوم بدلًا من 30 مارس، الذي يوافق هذا العام عشية عيد الفطر، ضمن فعاليات وطنية وشعبية شملت زيارة أضرحة الشهداء وتنظيم فعاليات محلية في بلدات عدة.
يوم الأرض: محطة نضالية في وجه الاحتلال
يعود يوم الأرض إلى عام 1976، حين انتفض فلسطينيو الداخل ضد سياسات مصادرة الأراضي والاقتلاع والتهويد التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي. وقد استشهد في المواجهات ستة فلسطينيين في بلدات سخنين وعرابة ودير حنا وكفركنا والطيبة، ليصبح يوم الأرض رمزًا للوحدة والصمود الفلسطيني.
قمع وملاحقات... والعلم الفلسطيني ممنوع
شهدت مسيرة هذا العام انتشارًا مكثفًا لقوات الاحتلال داخل مدينة عرابة، في سابقة لم تحدث منذ الانتفاضة الثانية، حيث رافق عناصر شرطة الاحتلال المتظاهرين عن قرب وصادروا لافتات وأعلامًا فلسطينية. كما جرى تفتيش الحافلات القادمة إلى المسيرة، في محاولة واضحة لترهيب المشاركين وقمع شعاراتهم الوطنية.
وفي كلمته خلال المسيرة، قال رئيس لجنة المتابعة محمد بركة إن "شعب يوم الأرض انتصر للأرض رغم التهديدات"، مؤكدًا أن الجماهير العربية في الداخل تقف إلى جانب أهل غزة والضفة في وجه الإبادة والتهجير والقتل اليومي.
الداخل في مواجهة التمييز والاقتلاع
أشارت لجنة المتابعة في بيانها إلى أن ذكرى هذا العام تتزامن مع استمرار حرب الإبادة على غزة، وتصاعد سياسات التمييز العنصري والجريمة المنظمة في الداخل، والتي تغذيها السلطات الإسرائيلية بهدف تفكيك المجتمع الفلسطيني ومنعه من ممارسة دوره الوطني.
وأضاف البيان أن الهجمة الشرسة التي تتعرض لها البلدات العربية، خصوصًا في النقب، تتجلى في استمرار مخططات الاقتلاع، ورفض توسيع مناطق النفوذ، وحرمان الفلسطينيين من حقهم في الأرض والمسكن.
رسالة يوم الأرض: لا خضوع ولا مساومة
في بيان له، شدد "التجمع الوطني الديمقراطي" على أن يوم الأرض يمثل "إرثًا نضاليًا مستمرًا"، يعبّر عن رفض الفلسطينيين للسياسات العنصرية، ومحاولات طمس الهوية، وفرض واقع استعماري بالقوة. وأضاف أن الرد على جرائم الاحتلال يكون بالصمود والوحدة وتصعيد النضال الشعبي ضد الاحتلال والتمييز.