"عيد بلا ملامح": نزوح واعتقال وركود اقتصادي يخنق الضفة في موسم العيد

جنود الاحتلا في شوارع الضفة

بين ركام المنازل، وغصة الأسرى، وواقع اقتصادي متأزم، يستقبل الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة عيد الفطر دون طقوس أو بهجة. لا زينة تزين الشوارع، ولا أسواق تعج بالمشترين، في وقت يلقي فيه العدوان الإسرائيلي على غزة والحملات العسكرية المستمرة بظلال قاتمة على حياة المواطنين.

من طولكرم إلى طوباس: النزوح بدل التهاني

في مخيم طولكرم، يعيش الشاب حازم فتحي (33 عاماً) حالة نزوح قسري منذ أكثر من شهر، بعد اقتحام قوات الاحتلال لعمارتهم السكنية. اضطر للنزوح مع عائلته إلى غرفتين صغيرتين في بلدة عنبتا، في حين تفرقت أسرته بين عدة قرى ومدن مجاورة. "خرجنا بملابسنا فقط، وكل ما نملكه اليوم هو الحد الأدنى للبقاء"، يقول حازم.

في مخيم الفارعة قرب طوباس، يعيش محمد عايدي وعائلته في غرفتين فقط من بيت كان يتسع لعائلته الممتدة. الاحتلال دمر المنزل وأعطب البنى التحتية بالكامل خلال اقتحام استمر أسبوعين. محمد يصف المشهد قائلاً: "بدل أن نجتمع كما اعتدنا كل عيد، أصبحنا مشتتين. حتى البيت الذي كنا نلتقي فيه تحول إلى أنقاض".

الاعتقال الإداري… العيد خلف القضبان

أماني غانم، زوجة الأسير معتصم من بلدة قرب جنين، تستقبل عيدها الثالث بدون زوجها، الذي صدر بحقه مؤخرًا قرار جديد بتمديد اعتقاله الإداري. رغم محاولاتها إدخال الفرح على قلب طفلتيها التوأمين، ميسم ونورا، إلا أن غياب الأب ثقيل. "لا زيارات، لا أخبار، لا صوت"، تقول باكية. "كبرت الطفلتان وأدركتا أن والدهما مغيب، وليس في مهمة مؤقتة كما كنا نقول لهما سابقاً".

الأسواق خالية… والركود سيد الموقف

في عيد الفطر لهذا العام، تعاني أسواق الضفة من ركود اقتصادي غير مسبوق. في نابلس، أكد أحد التجار أن الإقبال شبه معدوم، مقارنة بالسنوات السابقة. وأضاف: "الناس لا تشعر بالعيد، والعدوان على غزة مستمر. الأولويات تغيرت".

الموظفة نادية عفانة من مدينة قلقيلية تؤكد أن تأخر صرف الرواتب فاقم الأزمة، قائلة: "لا رواتب، لا سُلف، ولا قدرة على شراء مستلزمات العيد حتى لو أردنا. غزة تحترق، ومن غير المنطقي أن نحتفل".

البسطات الشعبية… رزق الفقراء في زمن الحرب

رئيس بلدية نابلس حسام الشخشير قال لـ"العربي الجديد" إن البلدية سمحت مؤقتًا ببقاء البسطات الشعبية المنتشرة في السوق المركزي، رغم ازدحامها، تقديرًا لظروف العائلات التي تعتمد عليها كمصدر رزق. وأضاف: "البسطات اليوم تمثل شريان حياة في ظل بطالة واسعة وخسارة وظائف كثيرة منذ بداية العدوان على غزة".

العيد في زمن الغضب

في الضفة الغربية، لا حديث عن بهجة أو استعراض ملابس جديدة. فالمشهد العام تتصدره المخيمات المدمرة، العائلات المشردة، ووجوه الأطفال المحرومين من آبائهم في سجون الاحتلال. لا يشعر الناس بعيد، بل بفقدان المعنى في ظل العدوان، والحرمان، والمجهول القادم.

GettyImages-2206572663.jpg
280325_Bethlehem_MW_00(22).JPG
270325_Nablus_MN_00(5).jpg
280325_Bethlehem_MW_00(23).JPG
270325_Nablus_MN_00(5).jpg
 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - الضفة الغربية