أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن استشهاد ثمانية من طواقمها الطبية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بعد أن استهدفهم جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء تأديتهم واجبهم الإنساني في منطقة الحشاشين، حيث كانوا في طريقهم لتقديم الإسعافات الأولية لمصابين جراء قصف إسرائيلي.
وأكدت الجمعية أن الحصيلة المأساوية تشمل كذلك ستة من طواقم الدفاع المدني، وموظفًا تابعًا للأمم المتحدة، بينما لا يزال أحد المسعفين من طواقم الهلال الأحمر، ويدعى أسعد النصاصرة، مفقودًا حتى هذه اللحظة، وسط مخاوف من تعرضه للاعتقال أو الاستشهاد.
وأعلنت الجمعية أسماء الشهداء المسعفين الذين تم انتشال جثامينهم: مصطفى خفاجة عز الدين شعت صالح معمر رفعت رضوان محمد بهلول أشرف أبو لبدة محمد الحيلة رائد الشريف
فاجعة إنسانية وجريمة حرب موثقة
وصفت الجمعية هذه المجزرة بأنها فاجعة إنسانية كبرى، لا تمس الهلال الأحمر فقط، بل تمثل اعتداءً صارخًا على العمل الإنساني في عمومه.
وأكدت أن استهداف المسعفين وهم يحملون شاراتهم الدولية الواضحة المحمية بموجب القانون الدولي الإنساني، لا يمكن اعتباره إلا جريمة حرب مكتملة الأركان، في ظل صمت دولي مستمر تجاه الجرائم التي تُرتكب بحق الطواقم الطبية والإنسانية في قطاع غزة.
دعوات للمحاسبة وتحقيق عاجل
وطالبت الجمعية بضرورة محاسبة مرتكبي هذه الجريمة، وإجراء تحقيق دولي عاجل ومستقل لضمان العدالة لضحايا المجزرة، والكشف عن مصير المسعف المفقود.
ومع استشهاد المسعفين الثمانية، يرتفع عدد شهداء جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني منذ بداية العدوان إلى 27 شهيدًا، جميعهم سقطوا أثناء قيامهم بمهام إنسانية بحتة في غزة.
دعوة لتحرك دولي فوري
وجددت الجمعية دعوتها إلى المجتمع الدولي، ممثلًا بـالأمم المتحدة وهيئاتها، والدول الأطراف في اتفاقيات جنيف، والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية، لتحمّل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية، والتحرك الفوري لوقف الانتهاكات المتكررة التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق الطواقم الطبية والمدنيين الفلسطينيين.
وأكدت الجمعية ضرورة اتخاذ تدابير دولية حاسمة لوقف سياسة إفلات إسرائيل من العقاب، والعمل على فرض احترام القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.