كشفت مصادر رسمية في قطاع غزة عن تصعيد خطير في سياسة التدمير الممنهج التي تتبعها قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث استهدفت بشكل متعمد أكثر من 4000 منزل ومنشأة مدنية مزوّدة بأنظمة الطاقة الشمسية، في إطار حرب الإبادة الجماعية المتواصلة على القطاع منذ أكثر من 18 شهراً.

وبحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة (رقم 790)، فإن هذا الاستهداف المباشر لمصادر الطاقة البديلة يُعد جريمة جديدة تُضاف إلى سلسلة الانتهاكات التي تطال البنية التحتية المدنية الحيوية، ويمثّل محاولة ممنهجة لتدمير كل ما تبقى من مقومات الحياة في القطاع المحاصر.

ضربة للبنية التحتية الحيوية في ظل انقطاع الكهرباء

أدى القصف الجوي والبري الإسرائيلي إلى تدمير آلاف المنشآت المزوّدة بأنظمة الطاقة الشمسية، والتي كانت تشكّل الشريان الرئيسي لتوليد الكهرباء البديلة في ظل الانقطاع الكامل للتيار الكهربائي عن قطاع غزة منذ أكثر من 550 يوماً. وتشغّل هذه الأنظمة الحيوية منشآت أساسية مثل المستشفيات والمراكز الصحية وآبار المياه ومحطات التحلية والمخابز والجامعات والمدارس والمصانع، وغيرها من المرافق المدنية.

ويُشير البيان إلى أن هذا الاستهداف يتماشى مع تهديدات سابقة أطلقها مسؤولون إسرائيليون، من بينهم وزير الدفاع، الذي توعّد علنًا بـ"تدمير جميع مصادر الطاقة في غزة، بما فيها الطاقة الشمسية"، بهدف إعادة القطاع إلى "العصور البدائية" بحسب تعبيره، وهو ما يُعدّ جريمة حرب مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.

دعوات للمحاسبة والتحرك الدولي العاجل

وفي ضوء هذا التصعيد، طالب المكتب الإعلامي الحكومي في بيانه المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان بتحمّل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية، والتحرك العاجل لوقف العدوان المتواصل على المدنيين والبنية التحتية في قطاع غزة.

كما دعا البيان المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية إلى توثيق هذه الجرائم ورفعها إلى المحاكم الدولية، بهدف محاسبة قادة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمهم ضد الإنسانية، والعمل الجاد على ملاحقتهم دوليًا.

نداء عاجل لتوفير بدائل الطاقة والخدمات الأساسية

وفي ظل الدمار الواسع، ناشد البيان الجهات المانحة والمؤسسات الإغاثية إلى توفير بدائل آمنة وسريعة لأنظمة توليد الطاقة المتجددة، بما يضمن استمرارية الخدمات الصحية والتعليمية والمائية والبيئية والغذائية في القطاع، لا سيما في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية جراء الحصار وتدمير البنية التحتية.

تحميل الاحتلال والداعمين له المسؤولية الكاملة

وختم البيان بتحذير المجتمع الدولي من أن الصمت عن هذه الجرائم يُعدّ مشاركة فعلية في حرب الإبادة الجماعية، محمّلاً الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن التداعيات الكارثية المترتبة على هذه السياسات، كما حمّل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا مسؤولية مباشرة عن استمرار هذه الجرائم، بسبب دعمهم السياسي والعسكري المفتوح للاحتلال وتوفيرهم غطاءً دولياً لانتهاكاته المتكررة.