في تصعيد خطير وجريمة جديدة تُضاف إلى سجل جرائم الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، مساء السبت 13 أبريل 2025، غارة مباشرة على مستشفى المعمداني بمدينة غزة، مستهدفة مبانيه بعدة صواريخ، ما أدى إلى تدمير قسم الاستقبال والطوارئ، ومبنى الإسعاف، وتسجيل أضرار جسيمة في أقسام المختبر والصيدلة.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن القصف أسفر عن إخراج المستشفى بالكامل عن الخدمة، وهو أحد أقدم وأهم المرافق الصحية التي كانت تقدم خدماتها لأكثر من مليون فلسطيني في محافظتي غزة وشمال غزة.
وبحسب شهود عيان وتقارير إعلامية، فقد أجبر القصف الإسرائيلي عشرات الجرحى والمرضى على افتراش الشوارع المحيطة بالمستشفى بعد تدميره، وسط مشاهد صادمة وانعدام تام للرعاية الطبية في ظل الانهيار المستمر للمنظومة الصحية.
وأضاف المكتب أن هذا الاستهداف الممنهج يندرج في سياق حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على القطاع منذ أكثر من 18 شهرًا، ويأتي ضمن سلسلة من الانتهاكات المتكررة، حيث سبق للاحتلال أن استهدف المستشفى ذاته خلال العدوان السابق، ما أدى إلى مجزرة راح ضحيتها مئات المدنيين.
وأشار البيان إلى أن استهداف المرافق الصحية يُعد جريمة حرب مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي واتفاقيات جنيف، وخاصة أن الاحتلال سبق أن دمر بشكل متعمد 34 مستشفى وأخرجها عن الخدمة، بالإضافة إلى العشرات من المراكز الطبية والمنشآت الحيوية.
وطالب المكتب الإعلامي المجتمع الدولي، وهيئات الأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية والإنسانية، بتحمّل مسؤولياتها القانونية والإنسانية، والتدخل العاجل لحماية ما تبقى من القطاع الصحي في غزة، ووقف الاعتداءات الممنهجة التي تستهدف الطواقم الطبية والمستشفيات.
كما حمّل الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية وشركاءه الأوروبيين، وعلى رأسهم المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، داعيًا إلى تحقيق دولي فوري لمحاسبة المسؤولين عنها، ووقف الإرهاب المنظم بحق المدنيين والمنشآت المدنية في غزة.