وزارة الخارجية الفلسطينية تدين استهداف المستشفيات

استهداف مستشفى المعمداني في غزة: إدانة كنسية ومطالب فلسطينية بوقف سياسة الإبادة

مستشفى المعمداني...jpg

أدان مجلس بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس قصف الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى المعمداني (الأهلي العربي) في مدينة غزة، واعتبره "إهانة لجميع المسيحيين في العالم، وانتهاكًا سافرًا لكل القيم والمبادئ الإنسانية"، خصوصًا أنه وقع في صباح أحد الشعانين، أحد أهم المناسبات الدينية في التقويم المسيحي.

وقال القس الكنن دون بندر، السكرتير الثاني للمجلس وأحد رعاة كاتدرائية القديس جورج الأنغليكانية، إن غارة إسرائيلية مزدوجة بطائرات "إف-16" استهدفت قسم العناية المركزة والصيدلية داخل المستشفى المعمداني، ما أدى إلى خروجه الكامل عن الخدمة.

وأوضح بندر في منشور عبر "فيسبوك" أن "المستشفى التابع للكنيسة الأنغليكانية ليس فقط أقدم مستشفى في غزة، بل هو أيضًا الوحيد من نوعه الذي يقدم خدماته كمؤسسة مسيحية في القطاع، ويعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر".

استشهاد طفل خلال الإخلاء

رغم صدور أوامر الإخلاء قبيل القصف، فقد أُعلن عن استشهاد طفل يبلغ من العمر 13 عامًا كان قد أُصيب في الرأس سابقًا، وتوفي أثناء عملية الإخلاء المستعجلة.

وأشار الكنن بندر إلى أن مجلس الكنائس يتابع من خلال تقارير ميدانية حجم الأضرار التي لحقت بالمستشفى، وتأثيرها على قدرة الطواقم الطبية في الاستمرار بتقديم الرعاية لمئات الجرحى الذين كانوا يتلقون العلاج فيه يوميًا.

الخارجية الفلسطينية: جريمة حرب وتواطؤ دولي

من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية ما وصفته بـ"القصف الوحشي" للمستشفى، محملة **المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي المسؤولية عن تقاعسه في حماية المدنيين ومنع هذه الانتهاكات الجسيمة".

وفي بيان رسمي، أكدت الوزارة أن استهداف المستشفى ترافق مع تشريد المرضى والجرحى وإلقائهم في الشوارع بلا مأوى أو علاج، ما يُظهر – حسب البيان – أن الاحتلال يمضي قدمًا في سياسة متعمدة لتفريغ القطاع من كل مقومات الحياة.

34 مستشفى خارج الخدمة بفعل القصف الإسرائيلي

ذكرت الخارجية الفلسطينية أن مستشفى المعمداني ليس المنشأة الوحيدة التي تم استهدافها، بل هو جزء من سياسة منهجية إسرائيلية دمرت 34 مستشفى في القطاع منذ بدء العدوان، إلى جانب استهداف مراكز الرعاية الأولية، ومرافق الإسعاف، والطواقم الطبية.

واعتبرت أن هذه الاعتداءات تُشكّل "واحدة من أبشع صور الإبادة الجماعية التي ينتهجها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وخرقًا صارخًا لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني".

سياسة تجويع وتعطيش ممنهجة

ربطت الوزارة هذا التصعيد العسكري الموجه نحو القطاع الصحي، بسياسة الحصار الشامل المفروض على غزة، والتي تشمل منع إدخال الغذاء والماء والدواء، وقطع إمدادات الوقود والكهرباء، ما أدى إلى انهيار كامل في الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الرعاية الصحية.

وقالت إن "الهدف من هذه الممارسات هو تحويل غزة إلى منطقة غير صالحة للحياة البشرية، ودفع السكان نحو التهجير القسري تحت الضغط العسكري والمعيشي".

مطالبة دولية بفتح المعابر ووقف الإبادة

حمّلت وزارة الخارجية الفلسطينية مجلس الأمن الدولي مسؤولية فشله في وقف الجرائم بحق المدنيين في غزة، وطالبته بتحمل مسؤولياته القانونية والسياسية، من خلال: فرض وقف فوري للإبادة الجماعية المستمرة.  فتح المعابر الحدودية بشكل عاجل أمام المساعدات الإنسانية. إدخال الدواء والغذاء والوقود بشكل مستدامإطلاق عملية إعادة إعمار واسعة النطاق.

وأكدت الوزارة أن "استهداف المستشفيات والمرافق الطبية هو سلوك لا يمكن تبريره بأي ذريعة، ويعكس استخفافًا كاملًا بالمجتمع الدولي، ويستدعي تحركًا فوريًا من كل من يؤمن بالقانون والعدالة والكرامة الإنسانية".

خلفية دينية وإنسانية

يمثل مستشفى الأهلي المعمداني في غزة أحد رموز الحضور المسيحي التاريخي في فلسطين، حيث أُسس في القرن التاسع عشر، وكان وما زال يقدم خدماته الطبية لجميع السكان دون تمييز، ويعكس قيم العمل الإنساني والرعاية الروحية والطبية التي حملتها الكنيسة الأنغليكانية على مدار عقود.

واستهدافه، بحسب مجلس الكنائس، "لا يمكن قراءته فقط كواقعة عسكرية، بل كاعتداء على القيم التي تمثلها المسيحية في فلسطين، وتطاول على الطواقم الطبية العاملة في أكثر المناطق تضررًا في العالم".

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة