الاحتلال يحوّل جباليا شمال قطاع غزة إلى أنقاض: حصار خانق، استهداف مباشر للمدنيين، وانهيار تام للخدمات

مخيم جباليا شمال قطاع غزة.jpeg

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيدها الدموي في مدينة جباليا النزلة شمال قطاع غزة، وسط حصار خانق وتدمير شبه كامل للبنية التحتية والمنازل، ما أدى إلى مأساة إنسانية غير مسبوقة تهدد ما تبقى من السكان المحاصرين.

في الأيام الأخيرة، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي نطاق سيطرته النارية على مدينة جباليا النزلة، وأحكم الحصار على أحيائها الغربية بشكل خاص، مانعًا أي حركة للمدنيين عبر مداخلها ومخارجها، وسط قصف عنيف وعمليات إطلاق نار تطال كل من يحاول التحرك داخل أو خارج المدينة.

استهداف مباشر للمدنيين وارتفاع في عدد الشهداء

شهدت الساعات الماضية ارتفاعًا كبيرًا في أعداد الشهداء، بعد استهداف مباشر لمواطنين حاولوا إنقاذ أقاربهم أو الوصول لمنازلهم. من بين هؤلاء، استشهد المواطن ثائر الحلبي وعمه محمد الحلبي أثناء محاولتهما إنقاذ الوالد المصاب طه الحلبي، نتيجة قصف مباشر من طائرة مسيرة.

كما استشهد المواطنان بلال وبشير النذر، قرب مدرسة حليمة السعدية، إضافة إلى الشاب حمزة علاء الدبور الذي قُتل قرب مقبرة النزلة شمال المدينة، بينما لا تزال جثامين آخرين ملقاة في الشوارع، في مشهد يعكس حجم الكارثة.

دمار شبه كامل للمدينة

بحسب شهود عيان، دُمر أكثر من 95% من مباني جباليا النزلة، بما فيها الأحياء السكنية والبنى التحتية، حتى بات بالإمكان رؤية شرق المدينة من غربها، ما يشير إلى محو شبه تام للمعالم العمرانية التي كانت تضم نحو 50 ألف مواطن قبل بدء العملية العسكرية منذ نحو شهرين.

كارثة إنسانية خانقة: لا ماء ولا غذاء

يعيش من تبقى من المدنيين في المدينة كارثة إنسانية مركّبة، مع انعدام تام لمياه الشرب وندرة في المواد الغذائية. يضطر الأهالي إلى شرب مياه جوفية غير آمنة تُستخرج من آبار بدائية "غاطس"، في ظل غياب المياه الصالحة للشرب ومنع صهاريج المياه من الدخول، بعد أن صنّفت قوات الاحتلال المنطقة بأنها "منطقة قتال".

ورغم مناشدات السكان المستمرة للمنظمات الإنسانية والدولية، لم تصل أي مساعدات، فيما تُمنع حتى سيارات الإسعاف والدفاع المدني من الدخول، ما يضطر الشبان لحمل الجرحى على الأكتاف أو باستخدام عربات يدوية إلى منطقة الشيخ رضوان حيث تنتظرهم الطواقم الطبية.

جباليا النزلة نموذج للكارثة الشاملة في غزة

ما يحدث في جباليا النزلة ليس حالة استثنائية بل نموذج لما تتعرض له العديد من المناطق في شمال غزة وقطاع غزة عمومًا، حيث يُمارس الاحتلال سياسة الأرض المحروقة ضد المدنيين، وسط صمت دولي وعجز المؤسسات الإنسانية عن الوصول إلى المحتاجين.

دعوات عاجلة للتدخل الدولي

في ظل هذه الأوضاع الكارثية، تتجدد الدعوات العاجلة للأمم المتحدة والصليب الأحمر وكافة المنظمات الدولية للتدخل الفوري وفتح ممرات آمنة لإغاثة السكان، وإنقاذ ما تبقى من الأرواح في جباليا النزلة وسائر مناطق القطاع المحاصَر.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة