رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يحذر من نقص كبير في المقاتلين ويشكك بإمكانية تحقيق أهداف العملية في غزة

ايال زامير في رفح.jpg

كشف رئيس الأركان الجديد للجيش الإسرائيلي، إيال زامير، عن وجود نقص حاد في القوى القتالية، مشيرًا إلى أن الأهداف السياسية المعلنة بشأن الحرب في قطاع غزة لا يمكن تحقيقها في ظل الظروف الحالية. ووجّه زامير، خلال مناقشاته الأخيرة مع القيادة السياسية، انتقادات مباشرة لغياب خطة سياسية موازية للعمل العسكري، معتبرًا أن الحكومة لا تزال ترفض تقديم بديل لحركة حماس في غزة.

خطة عسكرية محدودة وتأثيراتها على الرهائن

زامير أشار إلى أن الجيش يشارك منذ شهر في خطة عسكرية تُعرف بـ"أورانيم الصغيرة"، وتقوم على السيطرة التدريجية على أجزاء محددة من قطاع غزة، وتوسيع المنطقة العازلة قرب الحدود. وتهدف الخطة إلى الضغط على حماس للقبول بصفقة تبادل أسرى محدودة، لكن لا يُتوقع أن تعود بنتائج إيجابية على ملف الرهائن، الذي لا يزال دون تقدم يُذكر.

أزمة داخل الجيش ومحدودية القدرات

وتُظهر تقارير داخلية، عرضها زامير على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعدد من الوزراء، أن نسبة مشاركة قوات الاحتياط في الوحدات القتالية لا تتجاوز 70% في أفضل الأحوال، وسط تراجع في جاهزية الدبابات وناقلات الجند ونقص في مخزون الذخيرة. وتثير هذه المعطيات تساؤلات حول قدرة الجيش على تنفيذ أي تصعيد واسع، سواء في غزة أو تجاه إيران أو في الجبهة الشمالية.

سياسة الغموض الإعلامي

رغم استمرار العمليات، يواصل الجيش سياسة التعتيم الإعلامي، إذ يُمنع المراسلون من مرافقة القوات في غزة، ويُكتفى بإحاطات يومية محدودة. وتبرر المؤسسة العسكرية هذا النهج برغبتها في التركيز على "العمل ثم الإعلان"، وكذلك لتقليل قدرة حماس على جمع معلومات استخبارية. إلا أن هذه السياسة تعرضت للانتقاد، خاصة في ظل انتشار فيديوهات لحوادث مثيرة للجدل، من بينها استهداف طواقم طبية ومقتل أطفال ونساء.

حماس لا تزال تحتفظ بقوتها

وبحسب التقديرات العسكرية الإسرائيلية، لا تزال حماس تحتفظ بنحو 20 ألف عنصر مسلح، إضافة إلى عدد من قادتها البارزين. ويُعتقد أنها اختارت تجنّب المواجهات المباشرة مع القوات المنتشرة في المناطق الحدودية، مُفضّلة الحفاظ على قدراتها في مواجهة طويلة الأمد. كما تشير تقارير استخباراتية إلى أن الحركة نجحت مؤخرًا في الحصول على شحنات من الطائرات بدون طيار عبر التهريب.

تساؤلات داخلية بشأن إخفاقات الحرب

مع تراجع زخم المعارك، يبرز داخل الجيش تساؤل كبير حول جدوى المرحلة الماضية من الحرب، ومتى سيتم تشكيل لجنة تحقيق داخلية لفحص سلوك القيادات العسكرية خلال المناورات التي بدأت قبل عام. وفي خطاب تنصيبه، ألمح زامير نفسه إلى أن حماس لم تُهزم، وهو ما يطرح تساؤلات حول فعالية العمليات العسكرية رغم ما حصلت عليه من دعم شعبي وسياسي واسع في بدايتها.

واقع ميداني قد يخدم أهدافًا سياسية

يشير مراقبون إلى أن الوضع الميداني الراهن، رغم غياب الحسم، قد يخدم مصالح سياسية داخلية في إسرائيل، خصوصًا في ظل تراجع الضغط الشعبي لتحرير الرهائن، وإمكانية استخدام الوضع المستقر نسبيًا لتمرير سياسات أخرى مثل إعادة توطين المستوطنين في مناطق داخل غزة.

مستقبل غير واضح للقطاع

وتشير بعض التقديرات إلى أن الجيش يختبر حاليًا نماذج لإدارة بعض مناطق القطاع، كما يحدث في رفح، من خلال توزيع الغذاء والطاقة للسكان. ويُتوقع أن يتم توسيع هذه النماذج إذا ثبت نجاحها، في وقت تؤكد فيه التقديرات أن احتلال غزة بالكامل سيتطلب عدة أشهر أو سنوات ويحتاج إلى تعبئة عشرات الآلاف من الجنود.

الجيش يعلّق

وفي رد مقتضب، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي:
"لن نعلّق على ما ورد في مناقشات مغلقة. الجيش يستعد لسيناريوهات متعددة في غزة، بما في ذلك توسيع العمليات وتعبئة الاحتياط، لكننا لا نكشف التفاصيل لدواعٍ أمنية".

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة