أطفال غزة بين الحياة والموت: حضّانات فارغة وأدوية مفقودة وصمت يهدد بالكارثة

حديثي الولادة في غزة.jpg

وسط أجواء الصمت القاتل الذي يخيّم على قسم "حديثي الولادة" في مستشفى ناصر جنوب قطاع غزة، تتنفس أجساد صغيرة بصعوبة داخل حضّانات بالكاد تعمل، في واحدة من أقسى مشاهد الانهيار الإنساني الذي يضرب القطاع المحاصر منذ شهور.

لم يعد بكاء الرضّع يُسمع في هذه الغرفة، فقد حلّت مكانه آهات متقطعة وحالة سريرية حرجة تُنذر بكارثة محققة. هؤلاء الأطفال الناجون من نيران القصف، أصبحوا اليوم ضحايا لحصار خانق يقطع عنهم الغذاء والدواء، ويجعل من بقائهم على قيد الحياة معجزة يومية.

نقص كارثي في الحليب والأدوية

منذ أكثر من 45 يومًا، لم تصل إلى المستشفيات أي شحنة دوائية أو غذائية مخصصة لحديثي الولادة. الأزمة لم تعد مجرد نقص، بل تحوّلت إلى انعدام شبه تام، كما تقول الدكتورة فداء النادي، أخصائية الأطفال في مجمع ناصر الطبي: "لا نملك الحليب المناسب لأطفال يعانون من مشاكل هضمية، ولا حفاضات، ولا مستلزمات أساسية. الوضع خطير ويفوق قدرتنا على التعامل معه".

تشير الطبيبة إلى أن سوء تغذية الأمهات خلال الحمل انعكس مباشرة على صحة مواليدهن، مضيفة: "أجسادهم هزيلة، مناعتهم ضعيفة، وأي تأخير في الرعاية قد يكون قاتلاً".

سياسة تجويع ممنهجة

تحذر جهات طبية وحقوقية من أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم الحصار كسلاح تجويع جماعي، ويمنع دخول المساعدات الإنسانية عمداً، ما جعل الأطفال يدفعون الثمن الأكبر. فمن نجا من القصف، يواجه الآن خطر الموت جوعاً أو مرضاً في حضانة بلا طاقة ولا دواء.

الأمم المتحدة ووكالة الأونروا أكدتا هذا الواقع، مشيرتين إلى أن غزة تدخل مرحلة "الجوع الشديد"، حيث لا طعام، ولا ماء نظيف، ولا كهرباء، بينما تنتشر الأمراض وتتهاوى المنظومة الصحية أمام أعين العالم.

نداء استغاثة

الرسالة من الأطباء والممرضين في غزة واحدة: افتحوا المعابر فورًا. "أطفالنا يموتون بصمت"، تقول الطبيبة النادي، "وكل دقيقة تأخير هي قرار بالإعدام".

وفي ظل تجاهل دولي مخزٍ، وغياب أي تحرك جاد لوقف الحصار، يبقى مصير هؤلاء الرضّع معلقًا بخيط واهٍ من الأمل.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة