قالت مصادر عسكرية إسرائيلية، اليوم السبت، إن جيش الاحتلال يستعد لتوسيع عملياته البرية وزيادة الضغط العسكري على قطاع غزة، بالتوازي مع اتخاذ تدابير مشددة لضمان عدم وصول أي مساعدات إنسانية إلى حركة حماس .
وأكد مسؤولون في جيش الاحتلال، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن "الجيش يعمل على خطة لتشديد الخناق على الحركة، عبر التقدم إلى مناطق جديدة يتم الاستيلاء عليها تدريجياً من قبل القوات البرية". وأضافوا: "نبذل قصارى جهدنا لمنع وصول أي دعم أو إمدادات غذائية أو طبية إلى عناصر حماس".
وخلال اليومين الماضيين، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات مكثفة على أكثر من 120 هدفًا في القطاع، استهدفت مدنيين وخيام نازحين في أماكن مختلفة من قطاع غزة الذي يعاني من شح في المواد الغذائية ونقض حاد في مياه الشرب.
في الوقت ذاته، أشار الجيش إلى وجود نقاشات مستمرة بين القيادتين السياسية والعسكرية حول كيفية إدارة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما يضمن عدم وقوعها بأيدي حماس على حسب قولهم.
وقالت المصادر: "نحن نناقش عدة بدائل ونراجع آليات الرقابة، لضمان أن المساعدات تصل فقط للجهات المدنية المستحقة، بعيدًا عن أي استغلال سياسي أو عسكري من قبل الفصائل في غزة ".
ويهدد الجيش الإسرائيلي بأن النموذج العملياتي المستخدم حاليًا في رفح سيتم "تكراره في مناطق أخرى"، مشيرًا إلى أن التقدم الميداني يزيد من حدة المواجهات مع حماس، وادعى أنه منذ استئناف الحرب في 18 آذار/ مارس الماضي، قتل نحو 400 عنصر من فصائل المقاومة.
وفي سياق متصل، أظهرت نتائج التحقيق الأولي في إصابة أربعة جنود احتياط في رفح، أمس الجمعة، أن العبوات الناسفة كانت معدّة مسبقاً وزُرعت على يد مقاتلين فلسطينيين، حيث انفجرت بالتزامن مع إطلاق نار مباشر على الجنود. وأدى ذلك إلى إصابة أحدهم بجروح خطيرة وآخر بجراح متوسطة، فيما وصفت إصابات اثنين آخرين بالطفيفة.
تأتي هذه التطورات فيما تتواصل الخلافات السياسية داخل الكابينيت الإسرائيلي حول طبيعة إدارة الحرب على غزة. فقد كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجلسة الأخيرة التي عقدت الخميس شهدت مشادات حادة بين وزراء الحكومة وقادة الجيش.
وحذر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة أمس من أن الأوضاع في قطاع غزة وصلت إلى "نقطة الانهيار"، وسط تدهور كارثي للبنية التحتية الأساسية وتهديد متزايد لحياة 2.2 مليون فلسطيني، نتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد المستمر منذ أكثر من ثمانية أسابيع.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي أنه سلّم آخر ما تبقى من مخزونات غذائية لمطابخ الوجبات الساخنة في غزة، محذرًا من أن هذه المطابخ، التي كانت بمثابة شريان الحياة لنصف السكان، ستتوقف عن العمل بالكامل خلال الأيام المقبلة.