كشفت مصادر في حركة «حماس» لصحيفة «الشرق الأوسط»، أن وسطاء مصريين وقطريين قدّموا للحركة عرضاً جديداً يهدف إلى وقف إطلاق النار في غزة لمدة ستة أشهر، ضمن اتفاق أولي يشمل تبادل دفعات من الأسرى الأحياء وجثامين الشهداء بين الطرفين.
ووفق المصادر، ينص المقترح على وقف الأعمال العسكرية المتبادلة، مع بدء مفاوضات موسعة خلال فترة الهدنة لإبرام اتفاق دائم يشمل ترتيبات «اليوم التالي»، وخطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة وفق المبادرة العربية التي طرحت خلال القمة الطارئة بالقاهرة. وتهدف المرحلة الثانية إلى تنفيذ تبادل كامل للأسرى من الجانبين.
وأكدت المصادر أن «حماس» أرسلت وفداً قيادياً بارزاً يضم جميع أعضاء المجلس القيادي، برئاسة محمد درويش، إلى القاهرة لمناقشة العرض بجدية، في ظل مؤشرات من جميع الأطراف، بما فيها إسرائيل، على وجود نية حقيقية للتوصل إلى اتفاق شامل. وأضافت أن لقاءات جرت مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قبل التوجه إلى القاهرة، لتنسيق المواقف النهائية.
وأوضحت المصادر أن المقترح المصري-القطري تم عرضه مؤخراً على الولايات المتحدة خلال لقاءات جمعت وزير الخارجية القطري بنظيره الأميركي ماركو روبيو والمبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ما يعكس رغبة دولية في إنهاء الحرب والدخول في مسار سياسي طويل الأمد.
بدورها، طرحت حركة «حماس» رؤيتها الخاصة، مطالبة بوقف إطلاق نار دائم يتضمن هدنة مدتها خمس سنوات، وتبادل كامل للأسرى، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، ورفع الحصار، وعودة الحياة إلى أوضاع ما قبل 2 مارس (آذار) الماضي. كما اقترحت تشكيل لجنة محلية من الشخصيات المستقلة لإدارة شؤون غزة ضمن رؤية مصرية لإعادة بناء مؤسسات القطاع.
وأكدت مصادر الحركة أن وفد «حماس» أبدى انفتاحاً على مناقشة بعض المبادئ الداعمة للهدنة طويلة الأمد، لكنه رفض مناقشة أي مقترح لنزع سلاح المقاومة الفلسطينية.