حذرت منظمة آكشن إيد الدولية من اقتراب المجاعة في قطاع غزة، مؤكدة أن سكان القطاع باتوا بلا خيارات غذائية في ظل الحصار الإسرائيلي الكامل، ومنع إدخال المساعدات، والارتفاع الجنوني في الأسعار.
وفي بيان أصدرته اليوم الثلاثاء، قالت المنظمة إن الغذاء والدواء ينفدان بسرعة كبيرة، وإن ما تبقى من السلع الأساسية ارتفعت أسعاره إلى مستويات لا يمكن تحملها. وأكدت أن الحصار المفروض للأسبوع الثامن على التوالي يتسبب في حرمان متعمد لأكثر من مليوني فلسطيني من متطلبات الحياة الأساسية.
حصار خانق وموت بطيء
وأوضحت آكشن إيد أن السلطات الإسرائيلية أغلقت جميع المعابر منذ أكثر من 50 يومًا، مانعةً دخول الغذاء، الأدوية، والمساعدات الإنسانية، وهو ما تسبب في ارتفاع معدلات سوء التغذية، ووفاة مرضى ومصابين كان يمكن إنقاذهم، كما يواجه من نجا من القصف خطر الموت جوعًا أو بسبب العدوى.
انهيار الأسواق وتضخم غير مسبوق
أشارت المنظمة إلى أن معظم المنتجات الغذائية، مثل اللحوم والفواكه والبيض ومنتجات الألبان، اختفت من الأسواق تمامًا، بينما وصل سعر كيس الدقيق في دير البلح إلى 300 دولار، وفي شمال القطاع إلى 500 دولار. ولفتت إلى أن إنتاج الغذاء داخل غزة أصبح شبه مستحيل بسبب تدمير الأراضي الزراعية والبنية التحتية أو السيطرة العسكرية عليها.
وجبة واحدة يوميًا وسوء تغذية حاد
وبيّنت آكشن إيد أن معظم سكان غزة يعيشون على وجبة واحدة بسيطة يوميًا، تتكون غالبًا من الأرز أو المعكرونة أو الطعام المعلّب. كما أشارت إلى ارتفاع حاد في حالات سوء التغذية، حيث تم تسجيل أكثر من 3,700 طفل للعلاج من سوء التغذية الحاد في آذار الماضي، بزيادة 80% عن الشهر السابق، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
دعوة دولية للتحرك العاجل
وصفت المنظمة الوضع بأنه "موت بطيء لشعب محاصر"، مؤكدة أن المجاعة لم تعد مجرد تحذير، بل واقع قاسٍ يتجسد يومًا بعد يوم. وطالبت آكشن إيد المجتمع الدولي وكل الجهات الإنسانية بالتحرك العاجل، والضغط على إسرائيل لفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات المنقذة للحياة فورًا، ووقف الحرب بشكل دائم.
وقالت مسؤولة التواصل والمناصرة في آكشن إيد فلسطين، رهام جعفري: "استنفدنا جميع الوسائل لدق ناقوس الخطر. هذه أزمة من صنع البشر بالكامل وكان يمكن تفاديها. إن الوقت يمر بسرعة، وبحلول إعلان المجاعة رسميًا، سيكون الأوان قد فات. على العالم أن يتحرك الآن – الكلمات لم تعد تكفي."
وأكدت المنظمة أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك أوامر محكمة العدل الدولية التي طالبت بالسماح بدخول المساعدات، معتبرة أن استمرار الحصار يمثل شكلًا من العقاب الجماعي المحظور.