تشهد الضفة الغربية تصعيدًا واسعًا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، يشمل اقتحامات يومية، واعتقالات، وهجمات استيطانية على الممتلكات والمزارعين، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني واحتمالات انفجار الأوضاع ميدانيًا.
ففي جنين، اقتحمت قوات الاحتلال المدينة ومخيمها وقرية فقوعة شمالًا، ونفّذت عمليات دهم وتفتيش واعتقالات، ضمن الحملة العسكرية المستمرة على المحافظة منذ أكثر من 100 يوم، والتي تتخللها اشتباكات مسلحة ومداهمات ليلية متكررة.
وفي نابلس، اندلعت مواجهات عنيفة في بلدة بيتا وقرية دوما، بعد اقتحام قوات الاحتلال للمنطقة وإطلاق قنابل الغاز السام. كما تعرّضت قرية دوما لهجوم عنيف من قبل مستوطنين، أسفر عن إصابة شاب بطعنة في الظهر، وإضرام النار في أراضٍ زراعية.
أما في طولكرم، فقد اعتُقل الشاب خالد أبو هنطش من وسط المدينة، في سياق عمليات أمنية إسرائيلية متواصلة منذ أكثر من 80 يومًا، فيما شهدت بلدة طمون في طوباس حملة مشابهة أسفرت عن اعتقال أحد الشبان.
وفي محافظة رام الله، اقتحمت قوات الاحتلال عدة بلدات وشنّت مداهمات واسعة للمنازل، ما أثار حالة من التوتر والغضب الشعبي، وسط احتجاجات متفرقة.
وفي الأغوار الشمالية، صعّد المستوطنون من اعتداءاتهم، حيث هاجموا عائلة فلسطينية قرب حاجز الحمرا العسكري، وسرقوا نحو 70 رأس غنم، ودمّروا خلايا شمسية وخيامًا وصهاريج مياه، في محاولة مستمرة لتفريغ المنطقة من سكانها عبر الترهيب والتضييق الميداني.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال شددت، صباح الخميس، إجراءاتها العسكرية على حاجزي تياسير والحمرا، ومنعت المواطنين من المرور في كلا الاتجاهين، مما عطّل وصولهم إلى أعمالهم ومزارعهم. هذه السياسة مستمرة منذ نحو عامين، وتؤثر سلبًا على حياة آلاف الفلسطينيين في الأغوار.
وفي بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال قرية الولجة شمال غرب المدينة، وداهمت منزل الأسير المحرر حمدي معروف الأطرش وفتشته، وعبثت بمحتوياته دون تسجيل اعتقالات.
يأتي هذا التصعيد الميداني المتزامن مع تصاعد غير مسبوق في اعتداءات المستوطنين في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، وسط غياب أي تدخل دولي فعّال لوقف الانتهاكات، ما يعزز المخاوف من انفجار شامل للأوضاع في ظل تدهور متسارع للوضع الأمني والإنساني.