كشف مدير الإغاثة الطبية في مدينة غزة وشمال القطاع، الدكتور محمد أبو عفش، عن ارتفاع غير مسبوق في معدلات تشوه الأجنة بين النساء الحوامل في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن النسبة تجاوزت 25%، وهو رقم يُعد صادمًا ومؤشرًا على كارثة صحية ذات أبعاد طويلة الأمد.
وقال أبو عفش في تصريح صحفي، إن هذه الزيادة الحادة يُرجَّح ارتباطها باستخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي أسلحة محرّمة دوليًا خلال الهجمات على المناطق السكنية، موضحًا أن المواد السامة والغازات المنبعثة من القصف تسببت بتأثيرات خطيرة على الحوامل والأجنة.
وأضاف أن الطواقم الطبية وثقت حالات ولادة مشوهة وصعبة للغاية، من بينها حالة لجنين وُلد بنصف رأس، إلى جانب ازدياد حالات الولادة المبكرة، وهو ما يُنذر بمضاعفات صحية كبيرة للأم والمولود معًا.
غياب أدوات الفحص... وتهديد لحياة 150 ألف حامل
وأشار أبو عفش إلى أن القطاع الصحي في غزة يفتقر حاليًا إلى الأجهزة المخبرية الأساسية والفحوصات التشخيصية التي تتيح الكشف المبكر عن التشوهات الخلقية للأجنة، نتيجة انهيار البنية التحتية للمستشفيات بفعل الاستهداف المباشر والحصار المستمر.
وأوضح أن نحو 150 ألف سيدة حامل في غزة معرضات للخطر المباشر، سواء بفعل نقص التغذية والمناعة أو بسبب استنشاق الغازات السامة، في ظل انعدام الرعاية الطبية الكافية وانهيار منظومة الدعم الدوائي.
دعوة لتحرك دولي عاجل
وطالبت الجهات الطبية والحقوقية في القطاع بفتح تحقيق دولي مستقل حول الآثار البيولوجية المترتبة على استخدام الأسلحة المشبوهة، وضرورة توفير دعم طبي فوري للنساء الحوامل عبر ممرات إنسانية آمنة.
ويأتي هذا التحذير الطبي في وقت يعاني فيه النظام الصحي في غزة من انهيار شامل ونقص حاد في الأدوية والمعدات، مع تزايد الضغط على المستشفيات جراء العدوان المتواصل منذ أشهر.