أظهر تقرير صادر عن سلطة جودة البيئة الفلسطينية تصاعدًا خطيرًا في الانتهاكات البيئية التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، وسط تحذيرات من تداعيات بيئية وصحية جسيمة تهدد النظم البيئية والأمن الغذائي في الضفة الغربية.
ووثّق التقرير الذي وصل وكالة قدس نت للأنباء نسخة عنه عشرات الاعتداءات التي طالت موارد المياه، الأراضي الزراعية، الثروة الحيوانية، الأشجار، والهواء، إلى جانب تهريب نفايات صلبة وخطرة إلى داخل المناطق الفلسطينية، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية واتفاقيات حماية البيئة.
تدمير المياه وتلويث الزراعة: خطر على الصحة العامة
رُصدت 15 حالة اعتداء على آبار المياه، شملت تدميرًا وردمًا في جنين وطوباس والأغوار الشمالية وأريحا والخليل، بالإضافة إلى 4 اعتداءات استهدفت شبكات المياه في جنين ومخيمها ومسافر يطا وفصايل. كما سجل التقرير 8 حالات ضخ مياه عادمة غير معالجة من المستوطنات إلى أراضٍ زراعية في قلقيلية وأريحا والخليل وبيت لحم، ما تسبب في تلويث التربة وإتلاف محاصيل زراعية واسعة النطاق.
اقتلاع الأشجار وتهريب النفايات: خسائر بيئية جسيمة
بلغ عدد الاعتداءات على الأراضي الزراعية أكثر من 45، شملت أعمال تجريف، واقتلاعًا لمئات الأشجار وتخريبًا لحدائق ومشاتل، خصوصًا في قلقيلية ونابلس وبيت لحم والخليل. وسُجلت 22 حالة اعتداء على الأشجار، تم خلالها تدمير أكثر من 670 شجرة مثمرة، بعضها عمره يتجاوز عشرات السنين.
وفي ممارسات تُعد جريمة بيئية مزدوجة، وثّق التقرير 11 حالة تهريب نفايات صلبة وخطرة من داخل إسرائيل إلى مناطق في نابلس وسلفيت وقلقيلية والخليل، في خرق مباشر لاتفاقية بازل الدولية بشأن التحكم بنقل النفايات الخطرة والتخلص منها عبر الحدود.
اعتداءات على الهواء والتنوع البيولوجي
أشار التقرير إلى قيام قوات الاحتلال بإلقاء كميات كثيفة من القنابل الغازية والصوتية خلال اقتحاماتها المتكررة، ما تسبب في تلويث الهواء وإلحاق أضرار طويلة الأمد بالنظام البيئي، لا سيما في مناطق طولكرم وجنين.
وفيما يخص التنوع البيولوجي والثروة الحيوانية، تم تسجيل 11 حالة اعتداء على مزارع ومواشٍ في محافظات متفرقة، الأمر الذي يهدد توازن البيئة الريفية ويؤثر سلبًا على سبل عيش المزارعين.
تحذيرات من انهيار بيئي ممنهج
حذرت سلطة جودة البيئة من أن استمرار هذه الانتهاكات في ظل سياسة توسع استيطاني ممنهجة – كإنشاء مستعمرة "ناحال حيلتس" الجديدة على أراضي بتير – يُهدد بانهيار المنظومة البيئية في فلسطين، ويقوض أسس الأمن الغذائي، ويعمق أزمة المناخ الإقليمي.
ودعت السلطة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والضغط على الاحتلال لوقف هذه الممارسات، مؤكدة أن ما يحدث يمثل انتهاكًا مباشرًا للاتفاقيات الدولية البيئية، وعلى رأسها اتفاقية بازل واتفاقية التنوع البيولوجي.