أكد مجلس الوزراء الفلسطيني، خلال جلسته الأسبوعية التي عُقدت اليوم في مدينة جنين، التزام الحكومة بدعم صمود المواطنين في المناطق التي طالها العدوان الإسرائيلي، خاصة في مدينة جنين ومخيمها، وطولكرم ومخيميها، ومختلف المناطق المتضررة شمال الضفة الغربية.

وشدد رئيس الوزراء د. محمد مصطفى، في كلمته الافتتاحية، على أن الحكومة ماضية في إعادة إعمار ما دمره الاحتلال، وتوفير الإيواء الكريم للعائلات النازحة، بالتوازي مع إصلاح البنية التحتية، وتوفير الاحتياجات الأساسية، مؤكدًا أن "وقف العدوان، والتصدي لمحاولات تهجير السكان وتفكيك المخيمات، أولوية وطنية وإنسانية لا تحتمل التأجيل".

رفض الآلية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات ودعم "الأونروا"

وجدد المجلس رفضه القاطع للآلية المقترحة من الاحتلال الإسرائيلي لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، معتبرًا أنها تسعى إلى إلغاء دور وكالة "الأونروا" وتقويض المؤسسات الوطنية. وثمّن المجلس موقف وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي رفضت الانخراط في هذه الخطة، داعيًا إلى تعزيز الضغط الدولي لفتح المعابر وإدخال المساعدات دون قيود.

مساعدات مالية وخطط إعمار فورية

في إطار التدخلات العاجلة، قررت الحكومة تخصيص 5 ملايين شيقل كدفعة إسعافية للعائلات النازحة، و7 ملايين شيقل لأصحاب المنشآت المتضررة في جنين وطولكرم. كما يجري العمل على برامج دعم اقتصادي وتسهيلات ضريبية للفئات المتضررة، بالتنسيق مع وزارة المالية.

وتم الإعلان عن خطط لإصلاح البيوت المتضررة، وإنشاء مراكز إيواء مؤقتة، وتوفير فرص عمل للعاطلين، مع تركيز خاص على تشغيل البلديات والمجالس المحلية والنساء عبر التعاونيات والمشاريع الصغيرة.

مشاريع بنية تحتية ومياه وكهرباء

أطلقت الحكومة مشاريع طارئة لتحسين شبكات المياه والصرف الصحي في جنين، من بينها حفر 50 بئرًا وتحديث البنية المائية في 13 قرية، إضافة إلى تزويد المدينة بمعدات ومضخات مياه بقيمة 300 ألف دولار. كما يجري العمل على إعادة بناء خطوط الكهرباء وتزويد المؤسسات الصحية بـ14 مولدًا كهربائيًا.

التعليم والصحة والزراعة على رأس الأولويات

استأنفت وزارة التربية والتعليم الدراسة في 33 مدرسة، وتم استيعاب أكثر من ألف طالب نازح. كما تم رصد تمويلات لإصلاح المدارس المتضررة. وفي الجانب الصحي، خصصت الحكومة 3.8 مليون دولار لتوسعة مستشفى جنين الحكومي، وتعمل على استكمال إنشاء المستشفى الهندي التخصصي في بلدة عرابة.

وفي المجال الزراعي، وفّرت وزارة الزراعة الدعم لحفر الآبار، وتشييد خطوط مياه زراعية، ودعم مشاريع إنتاجية صغيرة، إلى جانب إنشاء مختبر بيطري حديث.

جهود دبلوماسية وتنموية متوازية

تعتزم وزارة الخارجية تنظيم زيارات ميدانية لممثلي البعثات والسفارات إلى شمال الضفة، لتوثيق جرائم الاحتلال وتعزيز الضغط الدولي. وفي الوقت نفسه، تواصل الحكومة العمل على إعادة تشغيل مشروع المنطقة الصناعية في جنين، وتوسيع برامج التمكين الاقتصادي والمؤسساتي للنساء.

كما صادق المجلس على اتفاقيات لتزويد 13 مستشفى بالطاقة الشمسية، ضمن مبادرة "أمن الطاقة"، وتوسيع الشبكات الشمسية لتشمل عشرات المدارس والمؤسسات الحكومية.

 تكامل وطني في مواجهة التحديات

أكد مجلس الوزراء أن هذه التدخلات تندرج ضمن خطة وطنية شاملة تستهدف التخفيف من معاناة المواطنين، ورفع مستوى الاستجابة الحكومية في ظل الظروف الاستثنائية، مع التأكيد على أهمية الشراكة مع المجتمع المدني، والدول الصديقة، والمنظمات الدولية لتحقيق أهداف الإعمار والتنمية.