حماس تعلن الإفراج عن عيدان ألكسندر وترمب يرحّب: خطوة أولى تمهّد لوقف إطلاق النار في غزة

صورة للجندي الإسرائيلي من أصول أميركية والرهينة عيدان ألكسندر (أ.ف.ب).jpeg

في تطور لافت ضمن جهود التهدئة، أعلنت حركة حماس رسميًا موافقتها على إطلاق سراح الرهينة الأمريكي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر، المحتجز لديها منذ الهجوم الذي شنّته الحركة على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. وأكدت الحركة أن هذه الخطوة تأتي ضمن إطار الاتصالات المتقدمة التي جرت خلال الأيام الماضية مع الإدارة الأمريكية في العاصمة القطرية الدوحة، بوساطة كل من قطر ومصر.

وقال الدكتور خليل الحية، رئيس حركة حماس في قطاع غزة ورئيس الوفد المفاوض، إن الإفراج عن ألكسندر يمثل مؤشرًا إيجابيًا على حسن النية تجاه الجهود الأمريكية والدولية، ويهدف إلى فتح المعابر، وإدخال المساعدات، وتهيئة الأجواء لوقف شامل لإطلاق النار.

وأضاف الحية أن حماس على استعداد فوري للدخول في مفاوضات مكثفة من أجل الوصول إلى اتفاق نهائي يتضمن تبادلًا متفقًا عليه للأسرى، وإدارة قطاع غزة من خلال لجنة مهنية مستقلة، تضمن الحفاظ على الهدوء والاستقرار لفترة طويلة، إلى جانب البدء بإعادة الإعمار ورفع الحصار.

دور الوساطة ودعم عربي للمبادرة

رحّبت كل من جمهورية مصر العربية ودولة قطر بالإعلان، وأكدتا في بيان مشترك أن خطوة إطلاق سراح ألكسندر تفتح الباب أمام إجراءات إنسانية وسياسية أوسع، مشيرتَين إلى أن التقدم في هذا الملف يعكس نجاح جهود الوساطة العربية بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

وشدد البيان على أن الخطوة من شأنها أن تعزّز الثقة بين الأطراف، وتسهّل التفاهمات بشأن إطلاق باقي الرهائن والمحتجزين، وضمان تدفّق المساعدات بشكل آمن، وهو ما يُسهم في تخفيف الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة.

ترامب يعلق: لحظة فارقة وفرصة لإنهاء الحرب

من جانبه، رحّب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالخطوة، وعبّر عن سعادته بالإعلان عن عودة المواطن الأمريكي عيدان ألكسندر إلى عائلته، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل بادرة حسن نية تجاه الولايات المتحدة، وتعبيرًا عن تقدير واضح لدور الوسطاء، خصوصًا قطر ومصر.

وقال ترامب: "آمل أن يكون هذا الحدث بداية لسلسلة من الخطوات النهائية التي تفضي إلى إنهاء هذا الصراع الوحشي. نحن نعمل من أجل إنهاء الحرب، واستعادة جميع الرهائن، أحياءً أو رفاتًا، إلى ذويهم."

حراك سياسي إسرائيلي وردود فعل غاضبة

في المقابل، أثارت الخطوة ردود فعل قوية داخل إسرائيل، حيث وجّه قادة من المعارضة انتقادات شديدة لحكومة نتنياهو، متّهمين إياها بالفشل السياسي والتخلي عن مسؤولياتها تجاه الرهائن.

وقال زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيليين يائير غولان إن الإفراج عن ألكسندر يتم عبر صفقة تتجاوز نتنياهو، معتبرًا أنها "رفعت كابوسًا عن عائلات المختطفين". كما اعتبر وزير الدفاع السابق بيني غانتس أن الحكومة تفتقر للقدرة على تحمّل المسؤولية، مطالبًا بإعادة جميع المختطفين فورًا.

أما رئيس المعارضة يائير لابيد، فقال إن "المفاوضات المباشرة بين واشنطن وحماس تكشف فشلًا سياسيًا فادحًا لحكومة إسرائيل ومن يقودها، ويجب أن تكون هذه بداية صفقة شاملة تعيد كل الرهائن."

تصعيد داخلي ودعوات لإنهاء الحرب

من جانبهم، أعربت عائلات الرهائن المحتجزين في غزة عن غضبهم من أداء الحكومة الإسرائيلية، ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن عدد منهم قولهم إن "الحكومة ليست جزءًا من أي حل حقيقي، وإن استمرار الحرب لن يُعيد المخطوفين." وطالبوا بإنهاء الحرب فورًا والعودة إلى طاولة المفاوضات.

جهود أمريكية مستمرة واتصالات مع نتنياهو

كشفت صحيفة أكسيوس أن المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، اتصل الأحد برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار مساعديه لإبلاغهم بتفاصيل الاتفاق، وسط مساعٍ حثيثة لتأمين إطلاق سراح رهائن إضافيين، بينهم أربعة يحملون الجنسية الأمريكية يُعتقد أنهم لقوا حتفهم في غزة، وتسعى واشنطن لاستعادة جثامينهم.

ووفقًا لذات المصادر، فإن ويتكوف سيرافق والدي عيدان ألكسندر إلى إسرائيل خلال الساعات المقبلة.

اختبار نوايا وفرصة أخيرة

بين مساعٍ لوقف إطلاق النار، وضغوط داخلية في إسرائيل، وجهود دبلوماسية مكثفة بقيادة قطر ومصر والولايات المتحدة، يبدو أن المنطقة تقف على أعتاب مفترق حاسم.
وقد يكون إطلاق سراح عيدان ألكسندر بمثابة اختبار نوايا للطرفين، وفرصة أخيرة لوقف نزيف الحرب وفتح باب الحل السياسي والإنساني الشامل.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة – القاهرة – الدوحة – واشنطن