فلسطين ولبنان: لا سلاح خارج سلطة الدولة اللبنانية والتزام فلسطيني بعدم استخدام الأراضي في أي عمليات عسكرية

لقاء عباس مع جوزيف عون.png

صدر اليوم بيان مشترك عن الرئاسة اللبنانية والفلسطينية عقب المحادثات الرسمية التي جمعت رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، في قصر بعبدا، تناولت فيها القيادتان العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية، لا سيما ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والعدوان المتواصل على قطاع غزة.

تأكيد على الشراكة السياسية والدعم المتبادل

أكد الطرفان في بداية البيان عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، وحرصهما على تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات السياسية والإنسانية والأمنية. وشددا على ضرورة التوصل إلى سلام عادل وشامل يتيح للشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية.

كما عبّرا عن إدانتهما المشتركة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وما خلّفه من كارثة إنسانية وخسائر بشرية واسعة، مطالبين المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته في حماية المدنيين الفلسطينيين ووقف الجرائم المرتكبة بحقهم.

رفض التهجير والتوطين وتأكيد حق العودة

وفيما يخص أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، أكد البيان التمسك بحق العودة ورفض كافة مشاريع التوطين أو التهجير القسري، استناداً إلى القرار الأممي 194. كما دعا الطرفان إلى ضرورة استمرار دعم وكالة الأونروا وزيادة تمويلها لضمان استمرار تقديم خدماتها الأساسية للاجئين الفلسطينيين في لبنان وفي الشتات.

واتفق الجانبان على تشكيل لجنة لبنانية فلسطينية مشتركة لمتابعة قضايا اللاجئين وتحسين أوضاعهم المعيشية في المخيمات، مع الالتزام بالسيادة اللبنانية والقوانين المعمول بها، بما يضمن حياة كريمة للاجئين دون المساس بهويتهم الوطنية أو حقوقهم السياسية.

التزام بالأمن والسيادة والتنسيق الأمني

وعلى المستوى الأمني، شدد البيان المشترك على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وإنهاء كل مظاهر السلاح غير الشرعي داخل المخيمات أو خارجها. وأكد الجانبان التزامهما بتعزيز التنسيق الأمني بين السلطات اللبنانية والفلسطينية، لضمان استقرار المخيمات وعدم استخدامها كنقطة انطلاق لأي نشاط عسكري أو سياسي يضر بسيادة لبنان أو يتدخل في شؤون الدول المجاورة.

وأبدى الجانب الفلسطيني التزامه الصريح بعدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، وعدم السماح باستخدام الأراضي اللبنانية لأي عمليات عسكرية أو استهدافات إقليمية.

كما اتفق الطرفان على مواصلة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، وضمان ألا تكون المخيمات بيئة خصبة أو ملاذاً آمناً لأي تنظيمات متطرفة، بما يحقق الأمن الجماعي ويحفظ الاستقرار الداخلي.

دعوات للضغط على إسرائيل والتزام بالقرارات الدولية

وفي ملف العدوان الإسرائيلي، طالب البيان بوقف فوري للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان وفلسطين، داعين الولايات المتحدة وفرنسا إلى ممارسة ضغوط فاعلة على تل أبيب لاحترام الاتفاقيات الموقعة، لا سيما الاتفاق الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني 2024، بما يشمل وقف الأعمال العدائية، انسحاب إسرائيل من التلال التي تحتلها، والإفراج عن الأسرى اللبنانيين.

كما شدد الجانبان على ضرورة التزام إسرائيل بالقرار الأممي 1701، وتمكين الجيش اللبناني من الانتشار الكامل على طول الحدود المعترف بها دولياً.

ختام اللقاء وتأكيد الالتزام المشترك

وفي ختام الاجتماع، أعرب الرئيس محمود عباس عن شكره للرئيس اللبناني العماد جوزاف عون على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وأكد التزام دولة فلسطين بدعم استقرار لبنان وسيادته ووحدته، وتمسكها بالعلاقات الأخوية الراسخة بين الشعبين.

ويأتي هذا البيان في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتدهور الوضع الإنساني في غزة، مما يزيد من أهمية التحرك السياسي والدبلوماسي المشترك للضغط باتجاه وقف العدوان، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتمهيد الطريق أمام حل سياسي عادل ودائم ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويكرّس حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - بيروت