كشف تقرير لوكالة فرانس برس، الجمعة، أن قادة فصائل فلسطينية مدعومة من طهران ومقرّبة من النظام السوري غادروا العاصمة دمشق خلال الفترة الأخيرة، بعد ما وصفته مصادر فلسطينية بـ"تضييقات أمنية متزايدة" شملت مصادرة ممتلكاتهم وإجراءات استهدفت نشاطهم.
ونقلت الوكالة عن قيادي في إحدى هذه الفصائل قوله إن "معظم قادة الفصائل الفلسطينية التي تلقت دعماً مباشراً من إيران غادروا سوريا مؤخراً"، موضحاً أن وجهاتهم شملت دولاً عدة، أبرزها لبنان.
وأضاف المصدر أن الفصائل المعنية قامت بـ"تسليم كامل أسلحتها" إلى السلطات السورية في أعقاب الإطاحة المتوقعة بالرئيس بشار الأسد، مشيراً إلى أن ما جرى "كان جزءًا من إعادة ترتيب العلاقة بين هذه الفصائل والنظام السوري".
وأكد مصدر ثانٍ، من فصيل فلسطيني صغير في دمشق، هذه الرواية، مشيرًا إلى أن عمليات التسليم والخروج تمت بهدوء ولكن وسط مراقبة مشددة من الأجهزة الأمنية السورية.
وتزامن هذا التطور مع تصريحات لافتة نقلتها قناة العربية عن مسؤول إسرائيلي أكد فيها أن اللقاءات التي جرت مؤخرًا بين ممثلين عن إسرائيل والإدارة السورية، برعاية تركية، كانت إيجابية، مشيرًا إلى أن دمشق قدّمت "لفتات حسن نية" تجاه تل أبيب، وأن إسرائيل ستقابل هذه الخطوات بالمثل.
وشدّد المسؤول على أهمية سوريا في خارطة الإقليم، معتبرًا أن "انضمامها إلى اتفاقات أبراهام سيمثّل تحولًا جوهريًا في التوازن الإقليمي"، مؤكدًا في الوقت ذاته أن "إسرائيل تراقب عن كثب ما يجري على الساحة السورية".
وتأتي هذه التطورات بعد اعتقال الأمن السوري في أبريل الماضي لمسؤولين في حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، أحدهما خالد خالد، مسؤول الساحة السورية، والآخر ياسر الزفري، مسؤول اللجنة التنظيمية.
وتُعد هذه الخطوة تحوّلًا لافتًا في العلاقة بين دمشق وعدد من الفصائل الفلسطينية التي احتفظت لعقود بوجود عسكري وسياسي في سوريا، لا سيما في ظل ما تشهده المنطقة من تغيّرات في التحالفات وتوازنات القوى.