أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) عن ارتفاع عدد الشهداء والمصابين من الأطفال في قطاع غزة إلى أكثر من خمسين ألفًا منذ أكتوبر 2023، واصفة ما يتعرض له الأطفال الفلسطينيون بأنه "رعب لا يمكن تصوره"، وسط تواصل استهدافهم المباشر والانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية في القطاع.
وفي بيان رسمي، قال إدوارد بيغبدير، المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن المجازر الأخيرة التي طالت العائلات الفلسطينية تؤكد الكلفة اللاإنسانية التي يتحملها الأطفال جراء هذه الحرب. وأشار إلى استشهاد تسعة أطفال من عائلة النجار في خان يونس، فيما نجا شقيقهم العاشر بإصابات بالغة في قصف دمّر منزل العائلة بالكامل، كما أدى قصف استهدف مدرسة في مدينة غزة خلال الساعات الأولى من يوم الاثنين إلى استشهاد واحد وثلاثين شخصًا بينهم ثمانية عشر طفلًا.
المنظمة الأممية شددت على أن هذه الأرقام المروعة لا تمثل مجرد إحصاءات، بل تعكس حجم المعاناة الحقيقية والانتهاك الصارخ لاتفاقية حقوق الطفل والقانون الدولي الإنساني، في وقت وصفت فيه اليونيسف ما يتعرض له الأطفال في غزة بأنه عقاب جماعي وجريمة محتملة ترتقي إلى مستوى الإبادة الجماعية، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوضع حد للجرائم المستمرة.
ووفقًا للبيان، فقد استُشهد منذ انهيار الهدنة في الثامن عشر من مارس ما لا يقل عن 1,309 أطفال، فيما أصيب 3,738 آخرون، وسط تفاقم الأوضاع نتيجة الحصار المستمر، وانهيار البنية التحتية، وحرمان السكان من الماء والغذاء والرعاية الصحية.
وفي هذا السياق، دعت اليونيسف كافة أطراف النزاع إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية وتطبيق هدنة إنسانية شاملة، وضمان حماية المدنيين، وعلى رأسهم الأطفال، وفقًا لما تنص عليه اتفاقيات جنيف والقانون الدولي. كما طالبت بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون شروط، وتمكين المنظمات الدولية من أداء مهامها، إلى جانب فتح تحقيقات عاجلة في الانتهاكات المتواصلة ومحاسبة مرتكبيها.
وأكدت المنظمة أن أطفال غزة لا يحتاجون فقط إلى الغذاء والمأوى، بل إلى الأمان والعدالة، مشيرة إلى أن استمرار التأخير في وقف المجازر يعني مزيدًا من الشهداء ومزيدًا من الصمت الدولي، الذي وصفه بيغبدير بأنه غير مبرر وخارج عن نطاق الإنسانية.