استشهد ما لا يقل عن 30 مواطنًا وأُصيب أكثر من 150 آخرين صباح اليوم، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة مواصي رفح جنوب قطاع غزة، خلال تجمعهم لتسلّم مساعدات إنسانية، في جريمة جديدة تُضاف إلى سجل المجازر المتصاعدة في القطاع.
ووفق مصادر طبية وميدانية، فتحت قوات الاحتلال النار بشكل مباشر من الآليات العسكرية والطائرات المُسيّرة من نوع "كواد كابتر" على المدنيين المتجمهرين في نقطة توزيع المساعدات، مما حوّل الموقع إلى مصيدة موت جماعي، وسط حالة من الفوضى وسقوط العشرات بين شهيد وجريح.
39 شهيدًا في مواقع المساعدات خلال أسبوع
أفادت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة الشهداء في نقاط توزيع المساعدات خلال أقل من أسبوع ارتفعت إلى 39 شهيدًا وأكثر من 220 جريحًا، معظمهم من النساء والأطفال. ووصفت الوزارة ما يجري بأنه استخدام مبرمج للمساعدات كأداة حرب، تمارس من خلالها قوات الاحتلال سياسة تجويع ثم قتل متعمد للمدنيين.
بيان رسمي: "مشروع المساعدات" غطاء للمجازر
وفي بيان صحفي رقم (850) صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي، حُملت إسرائيل والولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم التي تُرتكب تحت غطاء ما يُسمى "المساعدات الإنسانية"، والتي تُشرف عليها شركة أمنية أمريكية بالتنسيق مع جيش الاحتلال في مناطق توصف بأنها "عازلة".
وأضاف البيان أن هذه المواقع لم تعد نقاطًا لتقديم الإغاثة، بل فخاخ قتل مكشوفة للمدنيين الجوعى، تُدار وتُراقب بغطاء سياسي دولي، في وقت تمنع فيه سلطات الاحتلال دخول المساعدات الحقيقية عبر المعابر الرسمية.
غارة جديدة على خان يونس واستشهاد عائلة كاملة
في تطور متزامن، استُشهد الطبيب حمدي النجار متأثرًا بجراحه في قصف استهدف منزله جنوب خان يونس، ليلتحق بأبنائه التسعة الذين قضوا في الغارة ذاتها قبل أيام. كما استُشهدت الطبيبة آية مدحت المدهون مع زوجها وجنينها أثناء تقديمها الرعاية الطبية للنازحين في حي الزيتون غرب غزة.
قصف مستمر وجرحى بلا علاج
قوات الاحتلال واصلت قصفها لمناطق متفرقة من القطاع، بينها جبل الصوراني شرق حي التفاح، وبلدة جباليا شمالًا، حيث أُصيب ثلاثة مواطنين في استهداف مباشر لمنزل سكني.
وقالت مصادر طبية إن الطواقم غير قادرة على الوصول إلى عدد من الشهداء بسبب استمرار القصف، مشيرة إلى أن 80% من الجرحى يعانون نقصًا حادًا في الأدوية والمستلزمات، فيما يفترش مئات المصابين الأرض دون إمكانية تلقي العلاج اللازم.
هجوم جديد عند جسر وادي غزة
وفي بيان لاحق رقم (851)، أكد المكتب الإعلامي الحكومي أن الاحتلال نصب كمينًا دمويًا عند جسر وادي غزة، حيث استدرج آلاف المدنيين بزعم توزيع مساعدات، ثم فتح النار عليهم، ما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة أكثر من 30 آخرين، وسط استمرار الحصار الناري على المنطقة.
مطالبات دولية عاجلة
طالب البيان الجهات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، بالتحرك الفوري لفتح المعابر وتمكين الإغاثة المستقلة، بعيدًا عن إشراف الاحتلال. كما دعا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لمحاسبة المسؤولين عن المجازر المستمرة بحق المدنيين العُزّل.
منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، بلغ عدد الشهداء والجرحى في قطاع غزة أكثر من 178 ألفًا، بينهم نسبة كبيرة من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، وسط تدمير ممنهج للبنية التحتية ومقومات الحياة، ما دفع مسؤولين صحيين وحقوقيين لوصف الأوضاع بأنها "كارثة إنسانية هي الأسوأ في التاريخ الحديث."