وسيط فلسطيني أمريكي يطرح تعديلًا على مقترح التهدئة: خطة مشروطة لوقف إطلاق النار والإفراج المتبادل

محتجزين إسرائيليين مع عناصر من حماس خلال تنفيذ صفقة تبادل سابقة.webp

كشفت القناة 12 العبرية أن الوسيط الفلسطيني الأمريكي بشارة بحبح قد صاغ مؤخرًا تعديلًا جديدًا على المقترح الأمريكي الأصلي الذي قدمه المبعوث الرئاسي الأمريكي ويتكوف، في محاولة لإعادة تفعيل مسار التفاوض بين حركة "حماس" وإسرائيل.

وبحسب التقرير، فإن المقترح المعدّل يقدّم صيغة جديدة لوقف إطلاق النار المؤقت، إلى جانب خطوات تبادلية تشمل إطلاق سراح الرهائن والمعتقلين، مع ضمانات غير نهائية لإنهاء الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023.

المرحلة الأولى: إطلاق سراح الرهائن مقابل تهدئة لمدة 60 يومًا

يقترح المخطط الجديد إعلان وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، يُطلق خلاله سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثة لرهائن، على مرحلتين خلال أسبوع واحد. وخلال فترة التهدئة، تبدأ مفاوضات مكثفة برعاية أمريكية لإنهاء الحرب.

وإذا تم التوصل إلى اتفاق شامل خلال تلك الفترة، سيتم الإفراج عن جميع الرهائن المتبقين لدى حركة حماس. أما في حال فشل المفاوضات، يتيح المقترح لإسرائيل خيارين: استئناف القتال أو التمديد مقابل إطلاق سراح تدريجي لأسرى إضافيين.

شروط متبادلة وتعقيدات في التفاصيل

تشترط خطة ويتكوف – التي أُعيد صياغتها بتدخل من بحبح – أن تقدم حماس قائمة تفصيلية بجميع الأسرى الأحياء في اليوم العاشر من الهدنة، إلى جانب تقارير طبية رسمية حول حالتهم.

في المقابل، تفرج إسرائيل عن:

  • 125 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالمؤبد

  • 1111 معتقلًا من سكان غزة اعتُقلوا بعد 7 أكتوبر 2023

  • 180 جثة لفلسطينيين تحتجزهم إسرائيل، على مرحلتين

كما يتضمّن المقترح استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر قنوات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

خلافات داخلية تُعرقل التقدم

رغم صياغة المقترح الجديد، تقول مصادر القناة 12 العبرية إن خلافات بين بحبح والمبعوث ويتكوف نفسها تُعيق تحريك الملف حاليًا، وسط تشاؤم في الأوساط الإسرائيلية بشأن إمكانية تحقيق اختراق فعلي في هذه المرحلة.

في المقابل، أكدت حركة حماس استعدادها لمناقشة المبادرة، لكنها تطالب بضمانات أمريكية واضحة لإنهاء الحرب، وتُفضّل تمديد فترة تبادل الأسرى إلى 70 يومًا بدلاً من أسبوع، رافضة الإفراج عن عشرة أسرى خلال فترة قصيرة كما يقترح المخطط.

وقال متحدث باسم الحركة: "تصعيد الاحتلال العسكري يفاقم خسائره، ويدفع أسراه إلى المجهول. لا حلّ إلا عبر صفقة شاملة، وهو ما يرفضه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو."

إحباط داخل إسرائيل وتصريحات أمريكية متفائلة

في تصريحات مساء أمس، قال مسؤول إسرائيلي رفيع لعائلات الأسرى: "عربة التفاوض لا تزال عالقة في الوحل."

من جهته، حاول المبعوث الأمريكي ويتكوف طمأنة العائلات خلال لقاءات خاصة، قائلاً: "لن أستسلم، وسأواصل المحاولة حتى نصل إلى اتفاق. لا تفقدوا الأمل."

أزمة ممتدة بلا أفق واضح

تأتي هذه التطورات في ظل انسداد المسار السياسي، وتصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وسط ضغوط دولية متزايدة على الطرفين للوصول إلى تسوية تضمن الإفراج عن الرهائن، وإنهاء الحرب، وبدء إعادة إعمار القطاع المحاصر منذ سنوات.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة