شنّ الحرس الثوري الإيراني فجر اليوم الجمعة هجومًا صاروخيًا كثيفًا على مناطق متفرقة في شمال وجنوب ووسط إسرائيل، واصفًا ذلك بأنه “الموجة السابعة عشرة” من عملية الوعد الصادق 3. أعلنت طهران أن هذه المرحلة تضمنت “قصفًا مركبًا” استخدمت فيه صواريخ بعيدة المدى وثقيلة جدًا لاستهداف “أهداف استراتيجية” في حيفا والبحر الميت والنقب.

من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق نحو 25–30 صاروخًا إيرانيًا، وتم اعتراض نسبة كبيرة منها بواسطة منظومات “القبة الحديدية” و”الشيلكا” المحمولة. وسُمع دوي صافرات الإنذار في الجليل الأعلى وعكا وتل أبيب والنقب، فيما سجلت انفجارات استهدفت أحياء مدنية ومرافق حكومية، خاصة قرب مقر وزارة الداخلية في حيفا.

أثّر الهجوم على حركة الطيران المدني؛ إذ اضطرّت طائرة ركاب قادمة من تايلاند إلى تعديل مسارها لحظات قبل وصولها إلى المجال الجوي الإسرائيلي، تفاديًا للصواريخ المتدفقة، وفق ما نقلته صحيفة “يسرائيل هيوم”. كما سجلت فرق الإسعاف في حيفا 12 إصابة على الأقل، بينها حالات خطيرة، ونقل الجرحى إلى مستشفى “رامبام” الذي أكد استقبال خمسة منهم تراوحت إصاباتهم بين المتوسطة والخطيرة.

وأصدرت الجبهة الداخلية الإسرائيلية تعليمات للسكان باللجوء إلى الملاجئ حتى إعلان رفع حالة التأهب الجزئي لاحقًا، لكنها لم تصدر حتى الآن تقييمًا نهائيًا لخسائر المدنيين أو البنى التحتية.

وقالت وكالة “فارس” الإيرانية إن الهجوم جاء ردًا على “الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة”، فيما حذّر الحرس الثوري من استمرار موجات الصواريخ ما لم توقف إسرائيل عملياتها “ضد المدنيين والمواقع الإيرانية”.