واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، تصعيدها العسكري العنيف على مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة، بعد يومين على مقتل خمسة من جنودها في كمين مسلح، وسط مخاوف متصاعدة من ارتكاب مجزرة جديدة بحق المدنيين في المنطقة التي تعاني دمارًا هائلًا ونزوحًا جماعيًا منذ شهور.

ووفق مصادر ميدانية فلسطينية، شنّت قوات الاحتلال غارات جوية ومدفعية مكثفة بالتوازي مع توغل بري من عدة محاور، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع. وتحدث شهود عيان عن استهداف مباشر للأحياء السكنية، وسط صعوبة شديدة في الوصول إلى المصابين والضحايا بسبب القصف المستمر وانهيار البنية التحتية.

بيت حانون.. هدف عسكري لإسرائيل ومسرح لإبادة المدنيين

وتأتي هذه الحملة ضمن ما وصفه الإعلام الإسرائيلي بأنه "ردّ على مقتل الجنود" في منطقة بيت حانون، حيث تسعى قيادة الاحتلال إلى "تصفية الحساب" مع المقاومة الفلسطينية، عبر عملية عسكرية واسعة تهدف إلى تدمير ما تبقى من بنية تحتية وأنفاق، بحسب ما ذكره المراسل العسكري آفي أشكنازي في إذاعة 103FM العبرية.

وتُعد مدينة بيت حانون من أكثر المناطق المنكوبة شمال غزة، حيث تعرضت خلال الأشهر الماضية لقصف متكرر، أسفر عن تدمير عشرات الأحياء، وتهجير الغالبية الساحقة من سكانها.

الاحتلال يوسّع عملياته رغم الخسائر الميدانية

وأكدت مصادر الاحتلال أن "لواء جفعاتي" ووحدات هندسية من كتيبة 601 يشاركون في العملية الجديدة، بهدف تطويق المدينة بالكامل، وسط تقديرات بوجود مقاومين فلسطينيين يتمركزون في أنفاق ومبانٍ مدمّرة.

لكن مراقبين فلسطينيين يرون أن هذا الهجوم يعكس ارتباكًا عسكريًا إسرائيليًا عقب الخسائر البشرية الأخيرة، حيث يحاول الاحتلال "ترميم صورته" داخليًا عبر توسيع الهجمات على المناطق المدمرة أصلًا، دون تحقيق إنجازات استراتيجية على الأرض.

امتداد العدوان إلى محاور أخرى

إلى جانب بيت حانون، يواصل الاحتلال عملياته في عدة محاور، أبرزها خان يونس ومحور موراغ جنوب القطاع، وسط تحذيرات من ارتكاب مزيد من الانتهاكات بحق السكان المحاصرين في مناطق العمليات.

ويؤكد مراقبون أن الهدف الحقيقي للاحتلال هو فرض واقع ميداني جديد قبل أي تسوية محتملة، عبر تفكيك النسيج الاجتماعي والعمراني في شمال القطاع وتهجير من تبقى من السكان قسرًا.