مخاطر الانفجار تتعاظم في كامل المنطقة والإقليم

بقلم: راسم عبيدات

راسم عبيدات

 المخاطر تتعاظم في كامل المنطقة والإقليم،والتصعيد سيد الموقف،والإنفجارات تنتظر صاعق التفجير في أكثر من ساحة، فأمريكا وشريكتها اسرائيل،في ظل حالة الإنهيار والتواطؤ العربي الرسمي،تستعجلان حسم خرائط ومصير المنطقة والإقليم، واسرائيل لن تكتف بأن تكون الدول العربية المحيطة بها منزوعة السلاح،بل هي ستلعب دور الشرطي وأداة وعصاة امريكا الغليظة في المنطقة والإقليم.

تنسيق ولقاءات امنية اسرائيلية - سورية مباشرة ،حضر واحد منها على الأقل احمد الشرع،الرئيس الإنتقالي للنظام الجديد في سوريا،اللقاءات في العاصمة الأذريبيجانية "باكو" ،قاعدة "الموساد" الإسرائيلي، تركزت النقاشات فيها على  دور ايران وحزب الله في سوريا ولبنان والمنطقة وسلاح الفصائل الفلسطينية،وفتح مكتب تنسيق امني اسرائيلي في دمشق دون صفة رسمية،هي رسائل الى طهران وحزب الله.

تهديدات امريكية حملها المبعوث الأمريكي توماس بارك الى لبنان،بأنه امام تهديد وجودي، ومخاطر عودة لبنان الى بلاد الشام،أي شطب الدولة اللبنانية،والرسالة واضحة،إما ان تقبلوا الإشتراطات والإملاءات الأمريكية والإسرائيلية "الإستسلام" أو نقتلكم،حيث تستمر اسرائيل في خرقها للسيادة اللبنانية جواً وبحراً وبراً ، غارات وعدوان لا يتوقف،شهداء وجرحى ونسف وتفجير وتدمير بدون أي ردود ،وضغط متواصل على الداخل اللبناني،من أجل الخروج على المقاومة وحزب الله اللبناني، تحرك تقوده اطراف في الحكومة،بمن فيهم رئيس الوزراء نواف سلام ووزير خارجيته " القواتي" يوسف رجي،مع التيار المتأمرك والمتصهين في لبنان بقيادة سمير جعجع، بأن الأولوية لإنقاذ لبنان وتحقيق أمنه واستقراره،هي لنزع سلاح حزب الله،وليست المشكلة في الإحتلال والعدوان الإسرائيلي المستمر،بل يرى هؤلاء المستسلمون والطامحين الى الإنضمام الى ما يعرف بالسلام الإبراهيمي،بأن نزع سلاح الحزب،سيحول لبنان الى سنغافورة،والمثال السوري يقول لهم، نزع السلاح يقود الى فتح شهية اسرائيل وأمريكا أكثر واكثر،حيث لم تكتف اسرائيل بإخراج النظام الجديد لإيران وحزب الله من سوريا وقطع شريان امداداته العسكري وتدمير الجيش السوري،وحل التشكيلات العسكرية للفصائل الفلسطينية،الأمور اليوم تصل الى إقامة مناطق امنية اسرائيلية عازلة في جنوب سوريا،ودولة تعمل في خدمة تلك الإحتياجات،وتنازل عن الجولان المحتل ،ومنع تشكيل جيش قوى وامتلاك اسلحة استراتيجية.

أما على صعيد جبهة الإسناد الرئيسية اليمن،دعوات اسرائيلية لأمريكا،للعودة مجدداً لقصف اليمن واستهدافها،وخاصة بعد التصعيد اليمني بحراً بإستهداف السفن التي تخرق الحظر الإقتصادي البحري الذي فرضه اليمن،على السفن التي تحمل البضائع الى الموانىء الإسرائيلية،حيث جرى اغراق سفينتين لخرقهما للحظر،وكذلك زيادة معدلات ووتيرة استهداف العمق الإسرائيلي واهدافه الحيوية والإستراتيجية عسكرية واقتصادية وخاصة مطار اللد وميناء حيفا بالصواريخ البالستية والفرط صوتية والمسيرات الإنقضاضية.

أما على صعيد الملف النووي الإيراني،فعودة للتهديدات الأمريكية والإسرائيلية لإستهداف ايران،اذا ما واصلت التخصيب خارج اطار وكالة الطاقة الذرية "وكر الجواسيس"،وترامب يقول بأنه سيعاود قصف ايران مجدداً اذا ما عادت للتخصيب مرة اخرى،والدولة العميقة في امريكا،من شركات صناعة السلاح وكارتيلاتها الإحتكارية والمحافظين الجدد في الإدارة الأمريكية واللوبيات الصهيونية،تدفع نحو العودة لشن الحرب على ايران،لكي يتم اسقاط النظام والدولة الإيرانية،لإحداث تغيرات جيواستراتيجية في المنطقة، تحاصر روسيا والصين وتمنعهما من الوصول الى البحار والخليج العربي.

وفي الضفة الغربية،حرب المستوطنين على الشعب الفلسطيني،بحماية ورعاية امنية وعسكرية اسرائيلية لا تتوقف،والهدف واضح ضم وتهويد الضفة الغربية ،وتحقيق هدف "الهندستين" الجغرافية والديمغرافية،بالطرد والتهجير واعادة رسم خارطة الضفة الغربية من جديد " دولة يهودا والسامرة"،مشروع سموتريتش وبين غفير لتهويد وضم الضفة الغربية وبموافقة أمريكية،لمنع أي إمكانية لإنبعاث كيانية فلسطينية تقود الى اقامة دولة فلسطينية على جزء من ارض فلسطين التاريخية.

وفي القطاع ،حيث المجازر وحرب الإبادة والتجويع والحصار تتصاعد،والمشاريع والمخططات "للهندستين" الجغرافية والديمغرافية،وتكريس الإحتلال العسكري الإسرائيلي،تجري بمباركة وشراكة امريكية،وصمت وتواطؤ دولي ،وخذلان عربي رسمي وشعبي .والخلافات لا تتركز فقط حول خرائط الإنسحاب الإسرائيلية   ومداياتها وعمقها،والمساعدات الإنسانية والتحكم في ادخالها وتوزيعها،والضمانات ومدى جديتها.

القضية اعمق واشمل والهدف اخطر، نتنياهو بعدما فاز على شمعون بيرس في انتخابات "الكنيست عام 1996 ،اعاد فتح اتفاق الخليل،وقسمها الى قسمين "اتش ون" ،وهي الأكبر، والأكثر اهمية تحت السيادة والسيطرة الإسرائيلية،و"اتش2 " تحت سيطرة السلطة الفلسطينية،ورغم ان امريكا هي ضامنة لهذا الإتفاق،ولكن كعادتها يحق لإسرائيل ما لا يحق لغيرها" بلا اتفاقيات ،بلا شرعية بلا بطيخ"،وفي القطاع يريد استنساخ التجربة،لكي يكرس تغيرات عميقة في الواقعين الجغرافي والديمغرافي وفي الجانب الأمني،تقسيم غزة الى قسمين،والسيطرة على 40% من مساحتها،غزة واحد،محاصرة ومحاربة ومحاطة ومحرومة من كل شيء، تقودها حماس،وغزة اثنين  تحت السيادة والسيطرة الإسرائيلية، تسيطر عليها اداريا وعسكرياً،وتفصل خانيونس عن رفح،وتبقي رفح تحت سيطرتها،بحيث تكون المعابر والحدود تحت سيطرتها الكاملة.

هذه الرؤيا  وهذا المخطط والمشروع الذي يريد تحقيقه نتنياهو وحكومته وطيف اسرائيلي واسع من المعارضة الإسرائيلية في القطاع،فخطة الطرد والتهجير الأمريكية لم تسحب من التداول،وترامب قال لنتنياهو في محادثات واشنطن بينهما، اشاركك في ابتزاز  حماس والمقاومة واقدم لك كل الدعم العسكري والمالي والغطاء القانوني والسياسي،واعاقب كل من ينتقد جرائمك وتجاوزاتك للقانون الدولي والدولي الإنساني وافرض عليهم العقوبات بكل انواعها مالية وشخصية وسياسية،كريم خان رئيس محكمة الجنايات الدولية،وفرانشيسكا البانيز المقررة الأممية لحقوق الإنسان لقطاع غزة نموذجاً،يدك مطلوقة في القطاع تفاوضاً وحرباً ..

كل هذه المؤشرات والوقائع تقول بأن مخاطر الإنفجارات على جبهة أو أكثر كبيرة،فالحسم مطلوب امريكياً واسرائيليا والإستعصاء فلسطيني- لبناني- يمني – ايراني،والأيام والأسابيع القدمة حبلى بالمفاجات والتطورات.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت