يوسف الزق.. من زنزانة الولادة إلى نعش الشهادة: الطفل الذي جسّد ظلم الاحتلال في حياته ومماته

يوسف الزق اصغير اسير محرر في العالم.png

في مشهد يختزل المأساة الفلسطينية، ارتقى يوسف الزق (17 عامًا)، أصغر أسير محرر في العالم، شهيدًا في قصف إسرائيلي استهدف شقة عائلته بشارع الثورة وسط مدينة غزة، ليختم رحلة عمرٍ بدأت في الزنزانة وانتهت تحت الأنقاض.

ولد يوسف داخل سجون الاحتلال عام 2008، بعد أن اعتقلت والدته، فاطمة الزق، وهي حامل في شهرها الثاني أثناء مغادرتها غزة لتلقي العلاج، ليكون مولده استثناءً عالميًا ووصمة في جبين منظومة حقوق الإنسان الدولية. عاش عامين كاملين خلف القضبان دون رعاية طبية أو إنسانية، قبل أن يتحرر برفقة والدته ضمن صفقة تبادل عام 2009، مقابل شريط مصور للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

لم تكن طفولة يوسف كباقي أطفال العالم؛ فقد حمل منذ وعيه الأول سؤال السجن والحرية، وتحوّل إلى رمز لقضية الأسرى الأطفال. والدته التي احتضنته في الزنزانة تقول: "يوسف لم يعش يومًا طبيعيًا، وُلد تحت القيد، وعاش في الحصار، واستشهد بالقصف".

فجر السبت، 12 يوليو، استهدفت طائرة إسرائيلية مسيرة منزل العائلة، ما أدى إلى استشهاد يوسف، في لحظة لخصت أعوامًا من الصمت الدولي والانتهاك المركّب لحقوق الإنسان الفلسطيني. ارتقى يوسف، الذي لم يتجاوز 17 عامًا، تاركًا خلفه شهادة جديدة على حرب الإبادة التي يتعرض لها القطاع، والتي أودت منذ مارس الماضي بحياة أكثر من 7300 فلسطيني، بينهم مئات الأطفال.

يوسف الزق لم يكن رقمًا في قائمة الشهداء، بل قصة مكتملة الأركان لمعاناة شعب يُحاصر منذ ولادته، ويُقتل مرتين؛ مرة حين يُولد في سجن، وأخرى حين يُدفن في منزله تحت الركام.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة