كشفت مصادر مطلعة ليديعوت أحرونوت حضرت اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر مساء أمس أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبدى استعدادًا غير مسبوق لتقديم تنازلات في ملف تبادل الأسرى مع حركة حماس، في مؤشر جديد على رغبة الحكومة الإسرائيلية في التقدم نحو صفقة محتملة خلال الأيام المقبلة.
وبحسب المصادر، فإن نتنياهو أبدى استعدادًا للتراجع عن موقفه الرافض للانسحاب من محور موراج الرابط بين رفح وخان يونس، وهو مطلب أساسي لحماس في المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة.
وقال أحد المشاركين في الاجتماع: "هناك عمل مكثف خلف الكواليس، ويجري حاليًا نقاش دقيق حول خرائط محدثة لمناطق التمركز والانسحاب، وإذا لم تُنجز الصفقة خلال يومين، فربما نكون قريبين جدًا منها خلال أيام".
الصفقة تسبق "المدينة الإنسانية"
المصادر ذاتها أوضحت أن التقدم في المفاوضات قد يُسقط مشروع "المدينة الإنسانية" في رفح الذي كانت إسرائيل تعتزم إقامته لإيواء مئات الآلاف من المدنيين، إذ أن تنفيذ الصفقة سيُفضي إلى تغييرات ميدانية تمنع إقامة منطقة إنسانية محمية.
من جهة أخرى، استمرت الخلافات داخل الحكومة حول خطة "المدينة الإنسانية"، حيث عبّر نتنياهو عن غضبه من تقديرات الجيش التي تشير إلى أن تنفيذ الخطة سيستغرق أكثر من عام بتكلفة تصل إلى 15 مليار شيكل، وطلب إعداد خطة بديلة "أسرع وأقل تكلفة وأكثر واقعية".
احتجاجات وضغوط داخلية
وفي ظل حالة الترقب الشعبي والضغوط من عائلات الأسرى، ناشدت والدة الشقيقين الأسيرين أريئيل وديفيد كونيو الحكومة قائلة: "لا أتنفس، لا أعيش، لا أنام.. أعيدوا أولادنا بأي ثمن". كما نظّمت مظاهرات حاشدة في "ساحة المخطوفين" وسط تل أبيب دعماً لتسريع إتمام الصفقة.
من جانبه، اتهم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير الحكومة باستخدام مشروع "المدينة الإنسانية" كـ"سِبِين" إعلامي (خدعة)، محذرًا من أن الصفقة المرتقبة قد تؤدي إلى انسحاب من أراضٍ "تحرّرت بدماء الجنود"، والإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين.
آفاق الصفقة
رغم التباين في مواقف الوزراء، تؤكد المؤشرات أن صفقة التبادل باتت أقرب من أي وقت مضى، في ظل إشارات مرونة إسرائيلية، وتقدم المحادثات في الدوحة، التي تتركز حاليًا حول ترتيبات انسحاب الجيش من مناطق محددة وضمانات وقف إطلاق نار، مقابل إطلاق الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية.