أحيت فرقة "عشاق الشيخ إمام" أمسية موسيقية في مركز خليل السكاكيني الثقافي بمدينة رام الله، إحياءً للذكرى الثلاثين لرحيل الفنان المصري الملتزم الشيخ إمام عيسى، تحت عنوان "ممنوع من السفر"، ووسط حضور واسع من أجيال مختلفة اجتمعت على حب الأغنية الملتزمة والكلمة الحرة.
جاءت الأمسية كتحية فلسطينية لصوت الشيخ إمام، الذي شكّل حالة فريدة في وجدان الشعوب العربية، ورفعت شعار: "ما حدش يقدر يسجن صوت الشيخ إمام"، في إشارة إلى تحدي القمع والرقابة السياسية التي واجهها الفنان طيلة حياته.
بدأت الفرقة أمسيتها بأغنية "الجدع جدع والجبان جبان"، ثم أغنية "حي على الكفاح"، لتتوالى بعدها مجموعة من أشهر أغاني الشيخ إمام التي كتبها رفيق دربه الشاعر أحمد فؤاد نجم، مثل: "البحر بيضحك ليه"، "أنا أتوب عن حبك"، "جيفارا مات"، "بوتيكات"، و"مصر يمّا يا بهية"، وغيرها من الأغنيات ذات البعد السياسي والاجتماعي.
كما تميزت الأمسية بتقديم الأغنية النادرة "واه يا عبد الودود" التي كُتبت بعد نكسة 1967، وجاءت في قالب صعيدي شعبي تعبّر عن مشاعر الغضب الشعبي في وجه الهزيمة.
وشهدت الفعالية لحظة تفاعل كبير مع الأغنية السياسية الخالدة "يا فلسطينية"، التي كتبها نجم ولحنها وغناها الشيخ إمام من داخل سجون الاستئناف المصرية عام 1968، كتحية للمقاومة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني في نكبته الممتدة.
واختُتمت الأمسية بأغنية "فاليري جيسكار ديستان"، التي رغم أنها تحمل اسم رئيس فرنسي، إلا أنها حملت نقداً لاذعاً لسياسة الانفتاح التي اتبعها الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، وعبّرت عن رؤية الشيخ إمام ورفاقه للواقع العربي حينها.
فرقة "عشاق الشيخ إمام": من كفر الديك إلى رام الله
تجدر الإشارة إلى أن فرقة "عشاق الشيخ إمام" تأسست في قرية كفر الديك قضاء سلفيت، وتضم في صفوفها موسيقيين ومغنين من مختلف بلدات شمال غرب رام الله، وتواصل تقديم تراث الشيخ إمام إلى الجمهور الفلسطيني والعربي، بوصفه صوتًا حرًا ومقاومًا ضد الاستبداد والاحتلال.