تصعيد خطير: الاحتلال الإسرائيلي ينقل إدارة الحرم الإبراهيمي إلى مجلس استيطاني في الخليل

الحرم الإبراهيميّ.jpg

في خطوة تُنذر بتغيير جذري في الوضع القائم للحرم الإبراهيمي الشريف، كشفت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي نقلت صلاحيات الإشراف على الحرم الإبراهيمي من بلدية الخليل الفلسطينية إلى "المجلس الديني اليهودي" التابع لمستوطنة كريات أربع، واعتبرته "بشرى للاستيطان وخطوة غير مسبوقة".

ويقع الحرم الإبراهيمي الشريف في قلب البلدة القديمة من مدينة الخليل، ويخضع لسيطرة الاحتلال، حيث يتمركز قرابة 400 مستوطن تحت حماية نحو 1500 جندي إسرائيلي، في واحدة من أكثر المناطق المحتلة توتراً وقيوداً.

انتهاك خطير للقانون الدولي

رئيس بلدية الخليل، تيسير أبو سنينة، صرّح بأن القرار "يمثل اعتداءً سافراً على الإرث التاريخي والديني للمدينة، وخرقاً واضحاً للشرعية الدولية"، مشيراً إلى أن الحرم الإبراهيمي مدرج على لائحة التراث العالمي ويعدّ وقفًا إسلاميًا خالصًا.

من جانبه، أكد مدير الحرم الإبراهيمي معتز أبو سنينة أن الأوقاف الإسلامية لا تزال تمارس أعمالها داخل الحرم، ولم تتلقَّ أي إخطار رسمي، مشدداً على أن الحرم "ملك للمسلمين وحدهم".

تحذيرات رسمية فلسطينية ودولية

أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الخطوة، محذّرة من تداعياتها على مستقبل المقدسات الإسلامية، داعيةً منظمة "اليونسكو" والمجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف هذا "الانقلاب الاستيطاني". كما وصف رئيس المجلس الوطني روحي فتوح القرار بأنه "جريمة تهويدية متكاملة" تهدف إلى فرض "سيادة يهودية قسرية على المقدسات الإسلامية".

ويُشار إلى أن الاحتلال كان قد قسّم الحرم الإبراهيمي عقب مجزرة عام 1994 إلى قسمين: 63% لليهود و37% للمسلمين، ومنذ ذلك الحين تتواصل الاعتداءات، أبرزها إغلاق الحرم أمام المصلين المسلمين ومنع رفع الأذان لأكثر من 600 مرة سنوياً، إلى جانب مشاريع تهويدية أبرزها إنشاء مصعد كهربائي وتوسعة المرافق لخدمة المستوطنين.

مخاطر التهويد والتغيير الديمغرافي

يرى مراقبون أن القرار يأتي ضمن مخطط تهويد البلدة القديمة في الخليل، الذي يترافق مع توسيع الاستيطان، وتغيير المعالم الإسلامية والتاريخية في الحرم الإبراهيمي، وتحويله إلى مزار توراتي يهودي تحت حماية الجيش.

ويؤكد نشطاء وحقوقيون أن هذا التوجه ينذر بانفجار الأوضاع، خاصة أنه يتزامن مع تصاعد الاعتداءات على الفلسطينيين في الضفة الغربية وازدياد اقتحامات المستوطنين للأماكن الدينية، في سياق محاولة فرض واقع جديد يخدم رواية الاحتلال.

دعوات للتحرك الدولي

طالبت الجهات الفلسطينية الرسمية والأهلية بـ"تحرك عربي وإسلامي عاجل لحماية الحرم الإبراهيمي"، واعتبرت هذا التصعيد "بمثابة إعلان حرب دينية تتحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عنها".

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - الخليل