أكدت وزارة الخارجية الأميركية، مساء الثلاثاء، أن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، سيتوجه خلال ساعات إلى المنطقة في إطار جهود واشنطن لدفع اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يتضمن تثبيت ممر إنساني دائم لإدخال المساعدات، بموافقة أولية من الطرفين.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس، إن "ويتكوف يحمل أملاً كبيرًا في التوصل إلى تهدئة جديدة تتضمن ممرًا إنسانيًا فاعلًا، وهو ما نال موافقة مبدئية من إسرائيل وحماس".
خلاف حول "عمق الانتشار العسكري" الإسرائيلي
في السياق، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مصدر عسكري إسرائيلي أن معظم النقاط الرئيسية في المفاوضات مع حركة حماس باتت "شبه محسومة"، باستثناء الخلاف حول عمق الوجود العسكري الإسرائيلي على طول محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر.
وبحسب المصدر، تطالب إسرائيل بمنطقة أمنية يتراوح عمقها بين 1.2 و1.5 كيلومتر، فيما تصر حركة حماس على تقليصها إلى 800 متر فقط. وأكد المصدر أن هذه النقطة "قابلة للحل"، خاصة مع تسجيل تقدم في ملفات تبادل الأسرى وشروط التهدئة، حيث أبدت إسرائيل "مرونة نسبية".
ضغوط أميركية مباشرة على حماس وتحذيرات من فقدان الضمانات
وفي تطور لافت، ذكرت تقارير إسرائيلية أن الإدارة الأميركية بدأت تكثف الضغوط المباشرة على حركة حماس، حيث تم نقل رسائل حادة من البيت الأبيض إلى قيادة الحركة في الدوحة عبر الفريق الأميركي الميداني. وتضمنت الرسائل تحذيرًا صريحًا بأن "الضمانات الأميركية المطلوبة من حماس لإنهاء الحرب قد لا تُنفّذ إذا استمرت المماطلة ولم يتم تقديم رد واضح على المبادرة".
اجتماع حاسم في الدوحة وتوقعات برد إيجابي
القناة 12 الإسرائيلية كشفت عن تفاصيل اجتماع مرتقب اليوم في العاصمة القطرية الدوحة، بين الوفود المشاركة، لوضع اللمسات الأخيرة على المقترحات المطروحة، وسط تقديرات بأن حماس قد تقدم ردًا إيجابيًا خلال ساعات، خصوصًا بعد تعديل إسرائيل لمسارات تموضع جيشها في القطاع ضمن خرائط معدلة.
وبحسب القناة، يتضمن الاتفاق المقترح إطلاق سراح 28 أسيرًا إسرائيليًا، بينهم 10 أحياء و18 قتيلًا، خلال فترة تهدئة تمتد 60 يومًا، بالإضافة إلى فتح ممر إنساني بإشراف الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وتدفق واسع للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر.
ملامح "منطقة أمنية انتقالية" وملف الأسرى على الطاولة
تشير المعطيات إلى أن المفاوضات تتناول إمكانية إقامة منطقة أمنية انتقالية بين محوري صلاح الدين وموراغ، يسمح خلالها بتواجد محدود للقوات الإسرائيلية، مقابل التزامات بوقف إطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، ما يفتح الباب أمام تنفيذ بنود أوسع تشمل الإفراج التدريجي عن أسرى فلسطينيين لدى الاحتلال.
ومن المتوقع أن تواصل الولايات المتحدة، بالتنسيق مع مصر وقطر، ممارسة الضغوط على الأطراف المعنية لتثبيت الاتفاق قبل نهاية الشهر الجاري، في ظل كارثة إنسانية متصاعدة في غزة، وتعطّل وصول المساعدات إلى أكثر من مليون ونصف مواطن يعانون من الجوع والدمار.