أسفر تدهور الأوضاع الأمنية في لبنان السنوات الماضية عن أكثر من 103,000 نازح داخل البلاد 70٪ منهم من النساء والأطفال، وأكثر من 50% من الأطفال دون سن عامين يعانون من فقر غذائي حاد، وحوالي 80% من الأسر بحاجة ماسة للدعم.
كما يؤكد برنامج الأغذية العالمي (WFP) أن نحو 1.17 مليون شخص يعاني من انعدام شديد للأمن الغذائي، منهم 55,000 في مرحلة الطوارئ ويتوقع ارتفاع العدد إلى 1.24 مليون حتى أكتوبر 2025، كما أن أكثر من 2.5 مليون شخص يواجهون صعوبات في تأمين الغذاء، والمخيمات والملاجئ تفتقر إلى المياه النقية والتغذية، والصرف الصحي، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض، حيث تسببت الأدوية الفاسدة وتعطل الكهرباء ونفاذ الوقود إلى تفاقم الوضع، فوفقًا لإحصاءات وزارة الصحة اللبنانية، تعرّضت 67 مستشفى و177 سيارة إسعاف للقصف، مما أسفر عن مقتل 222 عاملًا في مجال الرعاية الصحية وإصابة 330 آخرين!
الاستجابة الطبية الطارئة في جميع أنحاء لبنان
ولمواجه هذه الأزمة قامت مؤسسة لايف للإغاثة والتنمية Life For Relief and Development بدعم 6 مستشفيات رئيسية في لبنان من خلال توفير كل الإمدادات والمعدات الطبية اللازمة، ومستلزمات الإغاثة الطارئة، ومستلزمات غرف العمليات والأدوية.
كما وفرت المستلزمات الطبية لجمعية " L'Ecoute NGO" في الضاحية الجنوبية، والتي تعتني بذوي الاحتياجات الخاصة؛ ولجمعية " Arcenciel" في بيروت، والتي تدعم أكثر المجتمعات حرمانًا وتهميشًا في لبنان، إلى جانب توفير المعدات الطبية لمختبرات ومركز Asile Maronite des Vieillards في جبل لبنان.
وقد صرح إيلي قزي، مدير Arcenciel أن أجهزة مراقبة العلامات الحيوية والكراسي المتحركة وأجهزة المعاقين التي تلقتها المؤسسة أحدثت فرقاً حيوياً واضحاً في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن، كما أشار تشارلي ناكوز، نائب الرئيس والمدير المالي في L’Ecoute أن هذا الدعم الطبي أتاح لهم مواصلة خدمة المحتاجين خلال فترة صعبة تمر بها البلاد.
وتؤكد ألين فرح، رئيسة قسم المشتريات في المستشفى اللبناني الجعيتاوي حجم التأثير الإيجابي قائلة: " استلمنا المستلزمات الطبية في وقتٍ كانت فيه المواد الأساسية شحيحة، وقد عزز هذا الإمداد الطبي قدرتنا على رعاية مرضانا بكرامة!".
19 سنة من العمل الإغاثي في قلب لبنان
لايف للإغاثة والتنمية تعمل في لبنان منذ عام 2006 عقب اندلاع الحرب في المنطقة ونزوح ما يعادل ربع سكان لبنان آنذاك داخلياً، وتفاقم الوضع بسبب انتشار الألغام والقنابل العنقودية، حيث عملت على توفير الإيواء المؤقت والإغاثة العاجلة.
حيث يقول عمر ممدوح مدير قسم المشروعات في المؤسسة: " استمر الدعم خاصة للأرامل والأيتام والنازحين حتى عام 2020 مع بدء جائحة كورونا حيث عملت المؤسسة على دعم المتعففين في المخيمات والمناطق الفقيرة بالطعام والأدوية ومستلزمات الحماية الطبية، وقد تزامن ذلك مع انفجار مرفأ بيروت في نفس العام، والذي كان يعتبر من أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ، حيث أسفر عن دمار شامل في المنطقة وانهيار النظام الصحي والبنية التحتية والمدارس، وانعدام الأمن الغذائي لأن المرفأ كان نقطة دخول 80% من واردات لبنان، وخلالها كثف فريق "لايف" جهوده الإغاثية في لبنان لإيواء المتضررين وتوفير الطعام والشراب، وعملت على دعم القطاع الصحي وتوفير المستلزمات الطبية والأدوية.
ومع تدهور الوضع الأمني في لبنان، كثفت "لايف" جهودها بأنشطة الدعم النفسي وإعادة التأهيل لما بعد الصدمات للأطفال الذين ظهرت عليهم بعض الأعراض النفسية، من خلال توفير متخصصين ذوي خبرة وكفاءة في علاج هذه الأعراض، والسعي لإعادة دمجهم بين أقرانهم من الأطفال".
عامان من الإغاثة المتواصلة في غزة ولبنان
ويستطرد الأستاذ محمد الشريف منسق مشروعات "لايف" في لبنان قائلا: "كثفت "لايف" جهودها 2024 عندما عادت الحرب أدراجها، لتستمر مشروعات الإغاثة العاجلة على أوسع نطاق، وتأمين احتياجات المستشفيات من الأدوية والأجهزة الطبية، وتوفير سيارات الإسعاف ومستلزمات الطوارئ، وهذا بالتوازي مع البرامج التنفيذية لدعم النازحين واللاجئين، والمشروعات المتنوعة لدعم الأيتام والأرامل وكبار السن والمعاقين في مختلف أنحاء لبنان، حيث سجلت الكفالة المتكاملة ما يقارب من 600 أسرة أيتام، إلى جانب المشروعات الموسمية في رمضان والأضحى وحفلات الأيتام في الأعياد، وتكثيف الجهود ما قبل الشتاء لتأمين الملابس الثقيلة وكافة احتياجات المتعففين في المخيمات، لتوفير الدفء والأمان على مدار 19 عاماً.
وبقدر اهتمامها بكفالة الأيتام، تعمل "لايف" على دعم التعليم في لبنان من خلال مشروعات إعادة طلاب الصفوف الابتدائية والإعدادية لصفوفهم الدراسية، ومشروعات تأهيل المدارس، والمنح التعليمية الجامعية".
لمزيد من التفاصيل: